عمون - يبث التلفزيون الأردني فلما وثائقيا من ثلاثة أجزاء عن الثورة العربية الكبرى، وعلى التوالي، أيام 16 و 17 و 18 من شهر أيلول الجاري. ويتناول الفيلم، بأسلوب درامي، أبرز الأحداث التاريخية على الساحة العربية بين الأعوام 1908 – 1921. الفيلم، الثلاثي الأجزاء، اعتمد من حيث الأسلوب واللغة البصرية على المزج بين المشاهد التمثيلية والمواد الأرشيفية التاريخية، وهو تأليف وإخراج مشترك لأصيل منصور ورولاند ماي. وبين المخرج الأردني منصور أن العمل هو الأول والأضخم من نوعه في السينما الأردنية، ويتميز بطرح معالجة درامية موضوعية لشخصيات تاريخية في غاية الأهمية من أبرزها الشريف الحسين بن علي وأنجاله، الملوك فيما بعد، عبد الله الأول وفيصل الأول. يشار إلى أن أعمال البحث والإعداد والتصوير والإنتاج استمرت لما يزيد عن عامين منذ انطلاق فكرة الفيلم الذي أنتجته السنبلة للإنتاج الفني، وهي دارة إنتاج مستقلة تسعى إلى إنتاج أعمال درامية تاريخية تعالج محطات مهمة في تاريخ الأردن والمنطقة العربية بأسلوب موضوعي يساهم في نشر المعرفة التاريخية. ويشارك في العمل، الذي تم تصوير غالبية مشاهده في الأردن، ممثلون أردنيون وأتراك وبريطانيون، ومن أبرز الممثلين الأردنيين: حابس حسين بدور الشريف الحسين بن علي، ورشيد ملحس بدور الأمير عبدالله الأول، وخالد الغويري بدور الأمير فيصل الأول. كما يستند العمل إلى عدة مقابلات مع خبراء ومؤرخين للتعليق على أحداث تاريخية مرتبطة بالنهضة العربية وشرح سياقاتها، من أبرزهم: المؤرخيْن الدكتور علي محافظة والدكتور مهند مبيضين، بالإضافة إلى يوجين روغان، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط بكلية سانت أنتوني بجامعة أكسفورد، وجيمس بار المتخصص في تاريخ الشرق الأوسط في ذات الجامعة. ويتتبع الفيلم انعكاسات التغيرات الدراماتيكية في الفترات الأخيرة من تاريخ الإمبراطورية العثمانية، متمثلة بصعود القومية التركية المتعصبة، واستئثار جمعية الاتحاد والترقي بالسلطة، وصولا إلى انطلاق الثورة العربية الكبرى بصفتها ثورة فكرية وعسكرية تركزت في أقاليم الحجاز وسوريا الكبرى للمطالبة بالاستقلال ورفع الظلم عن العرب وحماية هويتهم. ويتناول الفيلم العلاقة بين الشريف الحسين بن علي والقوى الدولية، خاصة بريطانيا، والتعقيدات السياسية والعسكرية التي سيطرت على الساحة العربية بعد الحرب العالمية الأولى.
مشاركة :