أحمـد راشــد ثاني يحضــر شــعـراً!

  • 9/8/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

نوف الموسى (دبي) كل شيء يولد من قصيدة، مثل الوردة المنطوية على فكرة الحياة. الكل يعتقد أن شجرة واحدة على المريخ تكفي لتثبت بأن هناك حياة على الكوكب البرتقالي، لكن في القصيدة فقط، تستطيع إثبات ذلك دون حاجة إلى أن ترى الشجرة بالفعل، لذلك لا يحضر الشاعر الإماراتي الراحل أحمد راشد ثاني إلا عبر القصيدة، لأنها الحيّ الذي لا يموت في الولادات الجديدة. وفي الوعي العام، فإن أجمل ما يثابر عليه اتحاد الأدباء والكتاب العرب، بمشاركة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، هو ذلك الاشتغال الروحي على الاستماع إلى ترانيم الحضور الشعري للشعراء الراحلين، استمراراً في التأكيد على أنهم هنا، متمركزين في اللحظة الحياتية. وما نحتاجه فعلاً هو المرور نحو الشعر لاستشفاف كيانهم الداخلي الذي يتجاوز مفهوم الجسد، من أجل ذلك قدمت الشاعرة الهنوف محمد قراءات في بعض قصائد الشاعر أحمد راشد ثاني، أثناء تقديمها للأمسية الشعرية الثانية التي أقيمت، مساء أمس الأول، في فندق بستان روتانا، ضمن فعاليات اجتماعات المكتب الدائم لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، شارك فيها نخبة من الشعراء العرب، وهم: علاء عبدالهادي من مصر، وساجدة الموسوي من العراق، ويوسف شقرة من الجزائر، وعمر قدور من السودان، والفاتح حمدتو من السودان، وحمدة خميس من الإمارات، وعلوان الجيلاني من اليمن. هل يمكننا أن نختار قصيدتنا، عبر عدة قصائد من شعراء مختلفين، يلقونها علينا في ليلة واحدة، و(قصيدتنا) هنا يقصد بها فعل القصيدة الأقرب إلى القلب والذائقة والحدس الفطري؟ هكذا يتساءل المرء وهو يستمع إلى قصائد الأمسية، وفيها أكثر من شاعر يغرد كل منهم بأغنيته الخاصة. عملياً الموضوع يكاد يكون صعباً في المجمل، والسبب يعود إلى كون القصيدة تتسم بقوة بالغة في حضورها، فأحياناً يتجسد الاختيار على مستوى الشعور والتعاطف اللحظي بين إلقاء الشاعر وطبيعة حساسية المتلقي، وأحياناً أخرى شطر واحد في قصيدة من ألف بيت يعطيها زهواً وحضوراً طاغياً، وتتعدد الأسباب القدرية في وضعية كل قصيدة، ولا يمكن الجزم بإطارات معينة.تنوعت اللقاءات الشعرية في الأمسية بين الإلقاء المليء بالإحساس لدى الشاعر علاء عبد الهادي، ونشيد الوطن في عيون الشاعر عمر قدور، وومضات الشاعرة حمدة خميس، واشتعالات الشاعر علوان الجيلاني، ومن بين كل تلك الذبذبات المتصلة والمنفصلة، عاش جمهور الأمسية على مستوى القصيدة، تجليات المشاعر ونبض قلب الكلمة في الجلسة الشعرية التي لاقت اهتماماً متجلياً ومتمركزاً على مفاهيم الحضور الشعري، فكانت البداية مع قصيدة للراحل الشاعر أحمد راشد ثاني، قرأتها الشاعرة الهنوف محمد: يصفونَ لي الصحراءَ ... المزيد

مشاركة :