لا شك أن منهجية الإسلام الصحيح مؤرقة لدول العالم غربًا وشرقًا التي ترفض الإسلام، وأن مآسي المسلمين اليوم بسبب تكالب الأعداء على استقرارهم خوفًا من قوتهم. وإذا رجعنا للتاريخ نجد أن دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب المسانَدَة سياسيًّا من دولة الإمام محمد بن سعود -رحمهما الله- في تجلية التوحيد الصحيح الخالص من الشرك والخرافة والدجل، والمنتهجة لشرع الإسلام اعتقادًا وعملاً، قامت وسادت بها قوة وهيمنة ومركزية للعالم الإسلامي، وتزامن ذلك مع تزعُّم العالم الإسلامي من ثلاث دول، هي: الدولة العثمانية، الدولة الصفوية الفارسية في إيران والدولة المغولية في الهند. لذا نرى عندما يبدأ التدهور، ويهتز الاستقرار، ويبدأ الضعف السياسي والديني في أجزاء من العالم الإسلامي، يرجع العداء لمناكفة المسلمين والتحريش بينهم، وتنزع شرذمة منهم لإشعال شرارة الفتن تجاه شعوبهم وقياداتهم، خاصة الدول ذات المنهج الإسلامي الصحيح كبلادنا-حماها الله من كيد أعدائها-. ونشاهد اليوم ظهور شوكة الدولة الصفوية الفارسية (إيران) حين تعمل على الهجوم على السعودية، وتستغل مواسم الخير بالتشويش على تزعُّم بلادنا لخدمة ضيوف الرحمن في إتمام نسكهم بأمن وأمان؛ وكل ذلك يأتي كيدًا ومكرًا وحيلاً، لكن –ولله الحمد -قوة ويقظة قيادتنا بالمرصاد. كذا يعمل الكائدون في الخفاء لسحب مفهوم الإسلام السليم من علمائه المعتبرين، مثل (مؤتمر أهل السنة والجماعة في قروزني). وهكذا، كلما انحسر انتشار الإسلام الصحيح والتوحيد الخالص من الشرك وتطبيقاته نهض فريق من المخالفين له بالتشويش ومحاولة التزعم زورًا وتدليسًا، وتحت عمائم الإسلام الصحيح. هنا يتطلب على المسلمين مؤسسات وأفرادًا واجبات ومهمات.. فأما المؤسسات الشرعية والدعوية ومراكز الدراسات والبحوث ومراكز استشراف المستقبل وغيرها فعليها العمل بالدفع لما يشوّه الإسلام والدعوة إليه بمنهج صريح وتطبيق صحيح، وبما يتوافق مع عالم اليوم؛ لتتحقق مصالح الشعوب المسلمة بتقديم البرامج والمؤتمرات والندوات الموضحة للمنهج السليم للدين. وأما الأفراد فهم الممثلون للدين الصحيح حقيقة بأخلاقهم وأقوالهم، ويتضمن الجهود الشرعية والدعوية الفردية في ممارسة الحياة العامة مع عامة المسلمين وخاصتهم، ومع كل البشر بأديانهم ومذاهبهم بتطبيق صحيح لأخلاق وقيم الإسلام. ونتذكر في هذا السياق ما كتبه المستشرقون عن أفراد وشعوب المسلمين الذين كانوا سببًا في دخول كثير من البشر في الإسلام. بقي علينا أن نراجع أنفسنا في نشر وتطبيق الإسلام الصحيح اعتقادًا وسلوكًا، ولن يضرنا من خالفنا إلى قيام الساعة.
مشاركة :