على مدى قرون كان اليمنيون يبنون بيوتهم بالطوب اللبن الذي يصنعوه من الطين كتقليد قديم. وتشمل العملية خلط وصب وتجفيف وتحميص الطوب قبل رصه لإبداع بيوت وبنايات تحافظ على اعتدال درجات الحرارة بداخلها بغض النظر عن قيظ الصيف أو زمهرير الشتاء في الخارج. اليوم وبعد 18 شهراً من إطلاق الانقلابيين الحرب التي أنهكت الاقتصاد المرهق أصلاً ودمرت معظم البنية التحتية للدولة وأدخلت ملايين اليمنيين في دائرة الفقر - فإن الفن القديم الخاص بالطوب الطيني لا يزال قائماً ومستمراً ومنتعشاً ويوفر دخلاً مادياً لمن يحافظون على تلك الحرفة القديمة. وصنعاء القديمة - التي تقع على ارتفاع نحو 2200 متر فوق سطح البحر-نموذج للمباني التقليدية التي حافظت على استمرارها بفضل صفات البناء والمتانة التي يوفرها الطوب الطيني. وقبل أن يُستخدم في بناء البيوت والمباني،يمر الطوب الطيني بعملية خلط وصب وتجفيف وحرق تستغرق نحو شهرين لتجهيزه وتتطلب أيد عاملة ماهرة وموارد طبيعية يمنية. وأفضل سمة للطوب الطيني هي قدرته على توفير درجات حرارة معقولة داخل المباني دون حاجة إلى وحدات تكييف أو تدفئة. وقال رجل من سكان صنعاء القديمة يدعى عصام أحمد الغرباني مدينة صنعاء تمتاز بالياجور. مبنية بالطين والياجور منذ آلاف السنين. ومميزات الياجور أنه يتحمل جميع الفصول. في الصيف والشتاء يكون طبيعة الياجور في البناء أو في بيوت صنعاء معتدل. لا برودة شديدة ولا حرارة شديدة. وترتفع البنايات التي تشيد على طوابق أرضية حجرية لأربعة أو خمسة طوابق وتظهر أنماطاً هندسية فريدة. (رويترز)
مشاركة :