قالت «إدارة الطيران والفضاء الأميركية» (ناسا) أمس (الثلثاء) أن مسباراً فضائياً أميركياً أصبح جاهزاً للإطلاق غداً لجمع وجلب عينات من كويكب، أملاً بمعرفة مزيد عن أصل الحياة على كوكب الأرض وربما في أماكن أخرى في النظام الشمسي. ومن المقرر إطلاق صاروخ من طراز «أطلس - 5» تابع لشركة «يونايتد لونش ألاينس» من قاعدة كيب كنافيرال في ولاية فلوريدا لإرسال المسبار «أوزيريس ريكس» إلى الفضاء، في مهمة تستغرق سبعة أعوام. وتعد «يونايتد لونش ألاينس» شراكة بين شركتي «لوكهيد مارتن» و «بوينغ». وسيتجه المسبار «أوزيريس ريكس» إلى الكويكب بينو الذي يصل عرضه إلى 500 متر ويدور حول الشمس في مدار كوكب الأرض نفسه تقريباً. ويقدر العلماء فرصة بنسبة واحد إلى 800 لاصطدام الكويكب بينو بالأرض بعد 166 عاماً من الآن. وتدفع الحرارة المنبعثة من الشمس الكويكب في شكل بطيء. ويعد رسم خريطة لمسار الكويكب أحد الأهداف المهمة لـ «أوزيريس ريكس» البالغة كلفته بليون دولار. وتأمل «ناسا» أيضاً بأن يثبت المسبار تقنيات متقدمة للتصوير ورسم الخرائط ستكون مطلوبة في مهمات علمية مستقبلية ومهمات تجارية لاستكشاف المواد الخام في الكويكبات. ومن المتوقع أن يصل «أوزيريس ريكس» إلى الكويكب بينو في آب (أغسطس) 2018 ليبدأ دراسة تستمر عامين للخصائص الفيزيائية والتكوين الكيماوي للكويكب. وسيطير المسبار الذي يعمل بالطاقة الشمسية بعد ذلك إلى سطح الكويكب، حيث سينشر ذراعاً آلية لجلب 60 غراماً على الأقل من مادة يأمل العلماء بأن تكون غنية بالكربون. وقال كبير الباحثين في جامعة آريزونا دانتي لوريتا في مؤتمر صحافي قبل الإطلاق أمس: «نقصد الكويكب بينو لأنه كبسولة زمنية من المراحل الأولى لتشكل النظام الشمسي، عندما انتشر نظامنا الكوكبي في الفضاء كحبات غبار في سحابة دائرية حول نجمنا الأولي المتنامي». وذكر لوريتا أن أجساماً صخرية صغيرة داخل النظام الشمسي المتنامي، بدأت في التشكل وزخر الكثير منها بالمياه المتجمدة والمواد العضوية، وهي مكونات أساسية ربما جعلت كوكب الأرض قابلاً للحياة أو حتى أطلقت الحياة على الأرض. وإذا تم كل شيء وفقاً لما هو مخطط، فستطلق كبسولة من «أوزيريس ريكس» تحوي عينات من الكويكب بينو أثناء رحلة العودة في 24 أيلول (سبتمبر) 2023، وستهبط بمظلة في قاعدة تابعة لسلاح الجو الأميركي في ولاية يوتا. ويعد «أوزيريس ريكس» الأحدث ضمن سلسلة بعثات لكويكبات بدأت في العام 1991 بتحليق مركبة الفضاء «غاليليو» التابعة لـ «ناسا» فوق الكويكب غاسبرا، والتي كانت متجهة إلى كوكب المشتري. وتمكن المسبار الياباني «هايابوسا - 1» من جلب عينات دقيقة للغاية من الكويكب إيتوكاوا إلى الأرض في العام 2010 في المهمة الأولى من هذا النوع. وتجري مهمة ثانية بواسطة المسبار «هايابوسا - 2». ومن المقرر إطلاق المسبار «أوزيريس ريكس» غداً بين الساعة 7:05 و9:05 مساءً بالتوقيت المحلي (23:05 و01:05 بتوقيت غرينتش الجمعة).
مشاركة :