آيمير ماك برايد تعد قهوتها في مدينة نورويتش، وبينما هي مشغولة بذلك، أخبرها أنني أحببت روايتها الثانية The Lesser Bohemians، أكثر حتى من روايتها الأولى بالغة الروعة والتي حظيت باحتفال كبير: A Girl is a Half-Formed Thing. تعود أحداثها في تسعينات القرن الماضي، حيث تدور أحداث القصة بين طالبة تدرس الدراما وتقع في حب رجل أكبر منها بكثير.. قد تعتقد أن هذه قصة مملة ومتوقعة، ولكنها على العكس تمامًا، مليئة بالعاطفة ولا يمكن توقع أي شيء فيها، كتب بطريقة عالية الجودة في وصف تفاصيل الحياة الداخلية للشخصيات وما حولها.. أجابتني آيمير أنها سعيدة بإعجابي بالرواية، لأنها استغرقتها تسع سنوات لإكمالها، كادت أن تقتلني. لم تستطع نشر روايتها الأولى بسهولة، لأنها لم تجد دار نشر تقبل بها، وحسب الردود التي تتلقاها فإن السبب كان أن الرواية لا تلائم طلبات السوق حاليًا. وفي النهاية، قامت دار نشر مستقلة في نورويتش بقبول روايتها.. وفازت الرواية بجائزة بايليز للرواية سنة 2014 (كانت تسمى جائزة Orange). بدأت بكتابة روايتها الثانية قبل أن تنشر روايتها الأولى.. أتوقع أن هذا كان صعبًا؟، بعد كتابة روايتي الأولى، لم أكتب أي شيء لمدة ثلاث سنوات.. ولذا قررت محاولة أن أصبح عضوًا منتجًا في المجتمع.. ثم انتقلت إلى أيرلندا من جديد، وكان علي أن أقرر إن كنت سأستمر بالكتابة أم لا.. ثم أدركت أنني لست مستعدة لأي شيء آخر، ولا أملك أي مهارات أخرى غير الكتابة.. ففكرت أنني إن أصبحت كاتبة فاشلة، فإن هذا أفضل ما يمكنني تحقيقه في حياتي، ثم شعرت بالاطمئنان تجاه هذا القرار. استغرقها الأمر سنة لكتابة أول مسودة من روايتها الثانية The Lesser Bohemians، في البداية كان من الصعب عليها معرفة عم ستكتب أو عمن ستكتب. ولكن بعد السنة الأولى، ولد الكتاب وانبعث للحياة في داخلي، لم تكن آيمير تعرف كيف ستكتب هذه الرواية، ولكنها كانت مؤمنة بقدرتها. وكانت دور النشر تستمر في رفض نشر روايتها الأولى، مما جعلها تشعر بالحرج اجتماعيًا، ولكنها تنسى كل هذا عندما تنشغل بالكتابة. ومن خلال محادثتنا شعرت أنها امرأة قوية، برغم أنه ليس من السهل عليها أبدًا فعل ذلك. إنها تحب الحياة في نورويتش، من السهل العيش هنا إن كنت تملكين طفلًا ودار نشر مستعدة لنشر رواياتك!، ولكنها مازالت تحن إلى الحياة في لندن. ولكن ماذا عن أيرلندا؟، أشعر أنني أيرلندية بشكل كامل، وأشعر أن انتمائي هذا يشكل جزءًا كبيرًا من هويتي وطريقة كتابتي.. ولكن المنفى أكثر هدوءًا بالنسبة لي.. شعوري أنني في الخارج مفيد لكتابتي الروائية.. مكاني ليس هناك، بل هنا. الكتابة كما تعبّر، لا تتوقف عن كونها عملية صعبة ومؤلمة، ولكنها رغم هذا ربما تكون أقصر الطرق للحصول على المتعة في حياتنا، ثم تضيف في الختام السعادة والمتعة ليستا الشيء نفسه.
مشاركة :