في أول رد رسمي، رفضت الكويت تصريحات مرشد الجمهورية الاسلامية الإيرانية علي خامنئي ضد السعودية، معتبرة انها «تضمنت اتهامات باطلة وإساءة للمملكة». واعرب نائب وزير الخارجية خالد الجارالله في كلمة خلال اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي انعقد أمس في القاهرة «عن رفض الكويت واستغرابها لما تضمنته (تصريحات خامنئي) من عبارات غير لائقة وتحريضية، مؤكدين ان العالم أجمع ولا سيما العالم الإسلامي يدرك مدى الجهود الجبارة التي تبذلها المملكة العربية الشقيقة، والإمكانات الضخمة التي تضعها في خدمة المشاعر المقدسة في موسم الحج وطيلة ايام العام». على الصعيد نفسه، استنكر رئيس البرلمان العربي أحمد بن محمد الجروان، تصريحات خامنئي، وقال على هامش مشاركته في الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري الذي عقد أمس، «إن المملكة العربية السعودية قدمت مع الاستعداد لتنظيم الحج لهذا العام الكثير من الدعوات لإيران في ضوء ما تمر به الأمة الإسلامية والعالم، إلا أن إيران أبت إلا أن تمضي في مشروعها الطائفي البغيض». وأكد الجروان «أن ما ورد في بيان المرشد الأعلى الإيراني عن الحج، ماهي إلا محاولة لإثارة الفتنة والطائفية بين الشعوب الإسلامية بهدف إضعافها وتدميرها، بعد استنزاف كافة الطرق للنيل من المملكة العربية السعودية التي قررت صد المشروع الإيراني المدمر في المنطقة». وشدد على أن «الشعب العربي يقف خلف القيادة الرشيدة لخادم الحرمين الشريفين وما تتخذه المملكة من إجراءات لكف هذه التدخلات السافرة»، مؤكداً «أن المملكة العربية السعودية قيادة وحكومة وشعباً بذلت وما زالت تبذل كل ما تستطيع لخدمة حجاج بيت الله الحرام». وشن سفير السعودية لدى مصر ومندوبها الدائم في الجامعة العربية أحمد قطان، هجوماً شديداً، على خامنئي، وقال ان «تصريحاته طائفية مشينة، ووزراء الخارجية العرب سيصدرون قراراً لإدانة واستنكار هذه التصريحات». أضاف: «ستبقى السعودية تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين هي الوحيدة المختصة بتنظيم أمور الحج وخدمة ضيوف الرحمن، ليؤدوا شعائرهم بكل يسر ومن دون أي تدخلات خارجية». وتابع: «ستظل المملكة هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وكان يمكن أن نرد الصاع صاعين، والسب بالسب، إلا أن أخلاق ديننا تمنعنا من ذلك، وكان يمكن أن نرد على أسلوبه البذيء». الى ذلك، كشف الناطق باسم وزارة الداخلية العراقية، العميد سعد معن، عن دخول مليون إيراني، أمس، عبر منفذ زرباطية، شرق محافظة واسط، لأداء زيارة عرفة في محافظة كربلاء، بعد أن افتى المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي بجواز الحج الى «المراقد المقدسة» في العراق، هذا العام، بعد الخلاف الإيراني - السعودي حول اجراءات الحج، الأمر الذي قررت معه طهران منع مواطنيها من أداء فريضة الحج هذا الموسم. وكان قائمقام مدينة بدرة العراقية الحدودية مع إيران، جعفر عبد الجبار محمد، توقّع دخول مئات الآلاف من الإيرانيين عبر زرباطية، لزيارة العتبات المقدسة في العراق خلال عيد الأضحى، حيث اتخذت إدارة المنفذ الحدودي الإجراءات اللازمة لتأمين دخولهم في انسيابية، ضماناً لعدم تكرار الفوضى التي صاحبت دخول 1.6 مليون إيراني، معظمهم من دون تأشيرات، في زيارة أربعينية الإمام الحسين، في نوفمبر من العام الماضي. يأتي ذلك، في وقت أعلنت منظمة الحج والزيارة في إيران، بدءها العمل من أجل إدخال مليوني زائر من إيران إلى العراق، خلال زيارة اربعينية الإمام الحسين، التي ستصادف نوفمبر المقبل، وافتتاح قنصليات عراقية موقتة في مدن إيرانية، لمنح تأشيرات دخول إلى الاراضي العراقية.
مشاركة :