عواصم (وكالات) أكد الكرملين ووزارة الخارجية الأميركية أن موسكو وواشنطن لم تنتهيا بعد من وضع اللمسات الأخيرة على وثيقة تحظى بقبول الجانبين لحل الأزمة السورية وإن الأمر يتطلب حلولاً وسطاً بشأن بضع قضايا عالقة. وفيما اكتنف الغموض لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري بنظيره الروسي سيرجي لافروف المقرر بحسب موسكو في جنيف الخميس والجمعة، تباحث الوزيران هاتفياً أمس بشأن التعاون المحتمل بين البلدين لهزيمة الجماعات الإرهابية في سوريا، كما تناولا سبل تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية والتوصل إلى حل سياسي للأزمة المحتدمة. وفي وقت متأخر الليلة قبل الماضية، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن كيري تحدث لمدة 45 دقيقة مع لافروف، مضيفاً «لم نصل إلى ذلك بعد» في إشارة إلى اتفاق، مضيفاً «الوزير لا يزال ملتزماً بالجهود المستمرة لمحاولة حل القضايا العالقة من أجل الوصول إلى ترتيب بشأن سوريا.. لكننا لن نوافق على ترتيب لا يفي بأهدافنا الأساسية». وتابع تونر «لم نتمكن من التوصل لتفاهم واضح بشأن مسار للسير قدماً. لا يمكنني أن أقول إنه يوجد أمل كبير للنجاح.. نحن فقط نواصل العمل». وأبلغ مسؤول كبير آخر بوزارة الخارجية الأميركية الصحفيين بالقول «الكثير من النقاط الشائكة تتركز حول حلب وحول جبهة (النصرة) وحول الفصل بين أماكن وجودها والمعارضة وحول الخطوات التالية وكيفية التوصل إلى وقف للعمليات القتالية في جميع أنحاء البلاد». كانت صحيفة «واشنطن بوست» قد أفادت أمس الأول أن البيت الأبيض توجه إلى روسيا «بآخر اقتراح» حول التوصل لاتفاق بشأن الأزمة السورية وأنه ينتظر الرد الروسي عليه، مؤكدة أنه أبلغ الكرملين بأن «صبره كاد ينفد». بدوره، أبلغ وزير الدفاع الأميركي آشتون كارتر هيئة الإذاعة البريطانية أمس، استعداد الولايات المتحدة للتعاون مع روسيا لإنهاء النزاع السوري، إذا ما حصل مسبقاً «وقف فعلي للأعمال العسكرية». وكشف كارتر عن خطة للتحالف الدولي لمحاصرة مدينتي الموصل والرقة الخاضعتين لسيطرة «داعش» خلال عدة أشهر، مشيراً إلى أن العنف في سوريا لا يمكن التخلص منه دون انتقال سياسي. وأكد الوزير الأميركي أن واشنطن تعمل بالتعاون مع أنقرة لتحقيق السيطرة التامة على الحدود التركية السورية التي يتم من خلالها إمداد مسلحي «داعش» بالأسلحة. وقالت وزارة الدفاع الأميركية إن كارتر ونظيره التركي فكري إيشق بحثا أمس، أهمية أن تكون «قوى محلية» في قلب الجهود المبذولة لاستعادة الرقة، بينما سارع الأخير للتأكيد أن بلاده تساند العملية لكن يجب «ألا تكون وحدات حماية الشعب الكردية القوة الأساسية فيها». إلى ذلك، أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير في أنقرة أمس أن مواقف السعودية وتركيا تجاه الأزمة السورية متطابقة، مبيناً في مؤتمر صحفي مع نظيرة التركي مولود جاويش أوغلو أن الرياض تدعم العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا لمواجهة الجماعات الإرهابية.
مشاركة :