أبوظبي: الخليج قدم الأرشيف الوطني لدولة الإمارات، ورقتين علميتين مهمتين ضمن فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف الذي ينعقد حالياً في العاصمة الكورية سيؤول، حملت الأولى عنوان: الأرشيف الوطني الإماراتي.. ذاكرة الوطن، ودارت الثانية حول الحلول الذكية التي يعتمدها الأرشيف الوطني في عمله. وحضر الكونجرس الدولي أكثر من 3 آلاف مشارك ومتابع، في مقدمتهم كل من؛ ديفيد فريكر رئيس المجلس الدولي للأرشيف، والدكتور علي صالح بن تميم عضو مجلس إدارة الأرشيف الوطني رئيس اللجنة التنفيذية، وقدّم ماجد سلطان المهيري المدير التنفيذي في الأرشيف الوطني، ورقة عمل عن الأرشيف الوطني باعتباره ذاكرة الوطن، تمت ترجمتها إلى 5 لغات، تناول فيها موجزاً عن تاريخ الأرشيف الوطني، ورؤيته التي تتطلع إلى الريادة في تقديم خدمات أرشيفية ووثائقية وبحثية متميزة، ورسالته التي تتلخص في الحفاظ على التراث الوثائقي لتقديم المعلومات الموثّقة والأمينة لمتخذي القرار وعامة الناس، ولتعزيز روح الانتماء والهوية الوطنية. وأشار المهيري، إلى الدور البارز الذي يقدمه الأرشيف الوطني، لاسيما أن مقتنياته متاحة للجمهور، وفي سبيل إثراء أرشيفاته التاريخية والاستفادة من الخبرات والمهارات الحديثة والمتطورة قام الأرشيف الوطني بمدّ جسور التعاون وتعزيز الشراكات، واستطاع أن يُفعّل أنشطته ويجعل من جميع المواطنين شركاء فيها، بتوثيق سجلاتهم ووثائقهم التاريخية وحفظها، ولهذا الهدف استخدم الأرشيف الوطني أحدث التقنيات، وأتاح تطبيقاته الذكية على أجهزة الهواتف النقالة وعلى الأجهزة اللوحية، مساهماً في تعزيز الولاء والانتماء للوطن وترسيخ الهوية الوطنية، كما قام الأرشيف بجمع التاريخ الشفاهي والروايات التاريخية الشفهية من كبار السن الذين عايشوا مرحلة قبل قيام الاتحاد وكانوا شهوداً على قيام الدولة بجهود الآباء المؤسسين، وفي مقدمتهم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وصار بحوزة الأرشيف الوطني من مقابلات التاريخ الشفاهي بالصوت والصورة مئات الساعات التي تكمل ما لم يوثقه التاريخ المكتوب. ومن أبرز المشاريع التي كان لها صداها في التوثيق مشروع وثق الهادف إلى حفظ الوثائق والسجلات الشخصية، وقد استطاع الأرشيف بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة الأرشيف الوطني، وبالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين أن يوصل الصناديق الخاصة بمشروع وثق إلى جميع الأُسر الإماراتية، وانبثق عنه مشروع أرشيفي مستقبلي الموجّه إلى الطلبة لتوعيتهم بأهمية الوثائق، وأساليب حفظها بشكل صحيح للمستقبل. كما شارك الأرشيف في فعاليات كونجرس المجلس الدولي للأرشيف بورقة ثانية بعنوان: الحلول الذكية في العمل قدمها حمد المطيري مدير إدارة الأرشيفات بالإنابة، وركّزتْ على المشاريع والمبادرات الابتكارية للأرشيف الوطني من أجل تعزيز خدماته ووضعها في متناول جميع المواطنين في تطبيقات ذكية يمكن تحميلها على الهواتف النقالة التي يمتلكها 90% من أبناء المجتمع الإماراتي، ولكي تكون الحلول الابتكارية متلائمة مع التطور الذي يشهده القرن ال 21 فإن الأرشيف وضع صيغاً مناسبة للتعامل مع جمهور المستفيدين، وهو يعمل جاداً لاستقطاب عدد أكبر من الشركاء، والمستفيدين من خدماته خارج النطاق التقليدي، لذا فإنه يحتفظ بالأفلام والصور، والوثائقية التاريخية التي ترصد قيام اتحاد الدولة في ديسمبر/ كانون الأول عام 1971 وصولاً إلى ما بلغته الدولة اليوم في جميع مرافقها.
مشاركة :