جهود غربية حثيثة لتعزيز القدرات القتالية الأفغانيـة

  • 9/9/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عاد الضابط الأفغاني كبير حميدزاي، الأسبوع الماضي، إلى قاعدته العسكرية في شمال شرق أفغانستان، حيث يتم تدريب وحدات قتالية للتحكم الجوي. ويقول الضابط إن التعاون مع الأميركيين جاء بنتيجة جيدة، وأن وحدته استطاعت أن تساعد الطيارين الأميركيين والوحدات الخاصة «المارنيز» على تحديد أهدافها بدقة. ووصف حميدزاي العملية المشتركة التي أجريت قبل أيام في إقليم بغلان، بأنها ناجحة، حيث علق بالقول: «سارت الوحدات في آن واحد، وأطلق الطيارون صواريخهم وقتلوا 50 من العدو (طالبان)». 8000 جندي أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما، في الخامس من يوليو الماضي، أنه قرر الإبقاء على أكثر من 8000 من القوات الأميركية الموجودة في أفغانستان حتى نهاية فترة ولايته بدلاً من الهدف الأولي بتخفيضها إلى 5500 عسكرياً، مؤكداً أن الموقف الأمني في أفغانستان مازال مضطرباً. وقال أوباما إن دور القوات الأميركية في تدريب القوات الأفغانية وتقديم المشورة ودعم عمليات مكافحة الإرهاب ضد حركة «طالبان» وجماعات أخرى لن يتغير، مؤكداً أنه أنهى المهام القتالية للقوات الأميركية في أفغانستان، لكن المخاوف الأمنية مازالت قائمة. وأضاف: «الوضع الأمني في أفغانستان لايزال خطيراً، و(طالبان) لاتزال تشكل خطراً وكسبت أرضاً في بعض المناطق». ويبلغ عدد القوات الأميركية في أفغانستان حالياً 9800 عسكري، ورغم أنه سيجري تخفيض هذا العدد إلا أنه لن يكون بالحجم الذي كان مخططاً له. كان ذلك انتصاراً صغيراً في حرب على جبهتين وصراع من أجل البقاء بين مقاتلي طالبان والقوات الأفغانية. وكانت الدول الغربية قد تراجعت عن دعم السلطات الأفغانية في مواجهة هذا العدو الشرس. واليوم، هناك محاولة طموحة من قبل المسؤولين العسكريين في الولايات المتحدة والعديد من الشركاء في حلف شمال الاطلسي، لإنشاء قوة دفاعية أفغانية مستقلة ومهنية. وهذا يشمل تدريب طياري المقاتلات الحربية، وتقديم دورات لقوات المشاة، والتأكد من القدرة على توفير الوقود واللباس والذخيرة عند الحاجة. ويقول الجنرال الأميركي، ديفيد هيكس، الذي يقود البعثة العسكرية الأميركية في كابول، إن الهدف من المهمة الجديدة هو إعداد القوات الأفغانية للقتال، ورفع مستوى الجاهزية والاعتماد على النفس. ويذكر أن القوات الأميركية كانت قد بدات انسحابها من أفغانستان في 2014. وشحنت الولايات المتحدة، هذا العام، ثماني طائرات مقاتلة من نوع «أ29» و23 مروحية هجومية، إلى أفغانستان، في حين تلقى العشرات من الطيارين الأفغان تدريباً مكثفاً في القواعد الأميركية والأوروبية. ومنذ شهر يونيو، أرسلت المجموعة الأولى من الطيارين لمرافقة القوات البرية الافغانية والدفاع عنها، ولكن أعدادهم صغيرة، ودخولهم في الحرب جاء متأخراً للغاية، في وقت تشن فيه قوات «طالبان» هجمات شرسة على جبهات متباعدة، في المحافظات الاستراتيجية. ومع ذلك فإن الطيارين الجدد متحمسون للقتال، إلا أن هناك حاجة لتغيير الايديولوجيا العسكرية التي تعود إلى حقبة الاتحاد السوفياتي، والتي بُني عليها الجيش الأفغاني في الثمانينات. ويركز المدربون الغربيون على جعل الطيارين المحليين قادرين على اتخاذ قراراتهم بشكل صحيح وهم في الجو، بما في ذلك تقييم ما إذا كان المدنيون قريبين من الهدف لإطلاق صواريخ أو إسقاط القنابل. في المقابل، شجعت طريقة العمل (الغربية) الاعتماد على القدرات الأجنبية والفساد الذي يعتبره كثيرون أكبر عقبة أمام تحسين أداء الجيش الأفغاني في الحرب ضد «طالبان». وغالباً ما تختفي الإمدادات العسكرية وتنتهي في الأسواق. أما الوقود القادم بالشاحنات من باكستان فيمر عبر العديد من النقاط، ويمكن تحويله بسهولة إلى جهات أخرى. ويبالغ القادة المحليون في حجم الذخيرة التي استخدمت في المعارك، كما تبقى العربات المصفحة معطلة لأشهر عدة دون أن يتم إصلاحها، والأسوأ من ذلك أن الوحدات القتالية تجد نفسها من دون إمدادات، في كثير من الأحيان. ويقول المستشارون الأميركيون وحلف شمال الاطلسي إن السبيل الوحيد لضمان المساءلة والكفاءة هو عن طريق غرس الأساليب الإدارية الحديثة، لكن هذا الحل يواجه صعوبات بسبب معدلات الأمية العالية في صفوف القوات الأفغانية، بما في ذلك الكثير من الضباط، إضافة إلى ظاهرة المحاباة الراسخة في المجتمع الأفغاني، التي تجعل التخلص من الموظفين غير الأكفاء، أمراً صعباً. بالنسبة لقوات المشاة الأفغانية التي تتحمل العبء الأكبر في الحرب، يشكل الحصول على ما يكفي من الغذاء والراحة والذخيرة تحدياً كبيراً خلال العمليات التي تستمر لفترات طويلة. ويسعى المستشارون الأميركيون إلى إقامة نظام مناوبة يسمح باستبدال الجنود بانتظام خلال فترات القتال، للراحة والتدريب، ولكن الخطة لاتزال في مراحل مبكرة، في وقت ينشغل فيه الجيش الأفغاني هذا الصيف بصد هجمات «طالبان».

مشاركة :