تضم قرية «أتشارولي»، الواقعة في جنوب غربي إيطاليا، عددا كبيرا من المعمرين الذين تجاوزت أعمارهم المائة عام، ونسبتهم 10 في المائة من تعداد السكان، البالغ 700 نسمة، وفق ما أوردته صحيفة «الإندبندنت» البريطانية. ودفعت هذه النسبة المرتفعة الباحثين بجامعتي سابينزا الإيطالية في روما وكلية طب ساندييغو الأميركية لاستكشاف السر وراء طول العمر والصحة الجيدة. وبعد 6 شهور قضاها الباحثون في القرية، وجدوا أن أهل الإقليم لديهم دورة دموية جيدة بشكل غير معتاد بالنسبة لأعمارهم، وبتحليل عينات دم لأكثر من 80 مقيما، وجدوا مستويات منخفضة جدا لهرمون الأدرينوميدولين الذي يوسع الأوعية الدموية، وكانت مستوياته مقاربة لمن هم في العشرينات أو الثلاثينات من العمر. وقد تسبب النسبة العالية من الهرمون في الدم مشكلات في الدورة الدموية، مما يؤدي إلى مخاطر صحية. ولم يتوصل الباحثون بعد لسبب انخفاض نسبة الهرمون في الدم، لكنهم يعتقدون أنها مرتبطة تحديدا بالحمية الغذائية، وممارسة التمارين الرياضية. ويميل سكان أتشارولي إلى تناول الأسماك التي يتم صيدها محليا، والأرانب والدجاج التي يجري تربيتها في المنازل، وكذلك استخدام زيت الزيتون والخضراوات والفاكهة التي يزرعونها. ولاحظ الباحثون أيضًا أن السكان يأكلون الروزماري الذي يعتقد أنه يحسن عمل المخ، ومجموعة من الأعشاب المحلية المتنوعة سيتم فحصها. ويقول الدكتور الآن مايسل، البروفسور بجامعة كاليفورنيا سان دييغو: «اكتشفنا أن سكان هذه المنطقة يعانون أمراضا أقل ممن يعيشون في الدول الغربية، وليس لديهم أي أمراض مزمنة، مثل السكري والسمنة وألزهايمر». الغريب أن لا أحد بين سكان القرية يعاني من المياه البيضاء على العين، التي يعانيها أغلب من تجاوزوا الثمانين في الولايات المتحدة، بحسب مايسل. والسر الأخير الذي يعتقد الباحثون أنه وراء الحياة الطويلة في أتشارولي هو ممارسة الجنس وحمية البحر المتوسط الغذائية.
مشاركة :