شهدت تعاملات أسواق النفط تحركات متسارعة على العقود الآجلة والفورية، في حين بدت التحركات مكثفة خارج إطار جلسة التعامل (من مسؤولي النفط) قبيل اجتماع الاجتماع المقرر في الجزائر بين أعضاء دول «أوبك» وروسيا على هامش منتدى الطاقة الدولي أواخر الشهر الجاري. واقتربت أسعار خام برنت من مستوى 50 دولارًا للبرميل، في حين حام خام غرب تكساس حول 48 دولار، مدعومًا ببيانات أظهرت أكبر انخفاض أسبوعي في مخزونات الخام الأميركي في أكثر من 30 عاما. وضمن التحركات التي يترقبها المستثمرون في أسواق النفط، لقاء اليوم الجمعة الذي من المتوقع أن يلتقي فيه وزير الطاقة الجزائري نور الدين بوطرفة نظيره السعودي خالد الفالح، والأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) محمد باركيندو، في باريس، لمناقشة استقرار أسعار النفط. وذلك بعدما توجه بوطرفة إلى موسكو أمس الخميس بعد زيارة قطر وإيران. وكان بوطرفة قد دعا إلى دفع الأسعار فوق 50 دولارًا، وهو ما نجح فيه بالفعل وزير الطاقة الجزائري قبيل الاجتماع المقرر في الجزائر. وقد ينبئ ذلك بنجاح أعمال المنتدى والاجتماع المقرر بين منتجي النفط على هامشه، في حال نجحوا في الحفاظ على استقرار الأوضاع. وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية أمس الخميس، إن مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة هبطت أكثر من 14 مليون برميل الأسبوع الماضي، في حين تراجعت مخزونات البنزين وزادت مخزونات نواتج التقطير. وانخفضت مخزونات الخام 14.5 مليون برميل الأسبوع الماضي مقارنة مع توقعات بأن تزيد 225 ألف برميل. وقالت الإدارة إن مخزونات الخام في مركز تسليم العقود الآجلة في كاشينج بولاية أوكلاهوما هبطت 434 ألف برميل. وارتفع استهلاك الخام بمصافي التكرير 315 ألف برميل يوميًا وفقًا لبيانات إدارة معلومات الطاقة. وزاد معدل تشغيل المصافي 0.9 نقطة مئوية. وتراجعت مخزونات البنزين 4.2 مليون برميل مقارنة مع توقعات المحللين في استطلاع أجرته «رويترز» بأن تنخفض 171 ألف برميل. وزادت مخزونات نواتج التقطير التي تشمل الديزل وزيت التدفئة 3.4 مليون برميل مقابل توقعات بارتفاع قدره 684 ألف برميل، حسبما أظهرت بيانات إدارة معلومات الطاقة. وهبطت واردات الخام الأميركية 1.7 مليون برميل يوميًا الأسبوع الماضي. وتقلصت مخزونات الخام الأميركية على غير المتوقع بواقع 12.1 مليون برميل الأسبوع الماضي، حسبما أظهرت بيانات من معهد البترول الأميركي بعد تسوية السوق يوم الأربعاء مقارنة مع توقعات بتسجيل زيادة قدرها نحو 200 ألف برميل. وهو الانخفاض الأكبر منذ أبريل (نيسان) 1985. ويوم الاثنين الماضي، وقعت المملكة العربية السعودية وروسيا اتفاقًا من أجل التعاون في سوق النفط بما في ذلك كبح الإنتاج، وهو ما تسبب في ارتفاع الأسعار بقوة، على أمل أن يعمل المنتجان الأكبر في العالم سويا من أجل معالجة تخمة المعروض العالمي من الخام، وهو ما قد يقسّم تعاملات السوق إلى «ما قبل الاتفاق وبعده». وبينما قال مصدران في قطاع النفط لـ«رويترز»، أمس الخميس، إن متوسط إنتاج روسيا من الخام بلغ ما يقرب من 11 مليون برميل يوميًا في الفترة من الأول حتى السابع من سبتمبر (أيلول). تراجع إنتاج السعودية من الخام في أغسطس (آب) إلى 10.6 مليون برميل يوميا مقارنة مع 10.67 مليون برميل يوميًا في يوليو (تموز). وانخفض إنتاج روسيا من النفط إلى 10.71 مليون برميل يوميًا في أغسطس (آب) من 10.85 مليون برميل يوميًا في يوليو (تموز). وقال أحد المصدرين إن الزيادة في إنتاج روسيا ترجع إلى استعادة مستويات الإنتاج في مشروعات مشتركة تعرف باتفاقيات تقاسم الإنتاج بين بعض الشركات الروسية والأجنبية بجانب عوامل أخرى. ونقلت وكالة «تاس» الروسية للأنباء، أمس الخميس، عن وزير الطاقة ألكسندر نوفاك قوله إن هناك احتمالا لانخفاض أسعار النفط في فصل الشتاء المقبل، بسبب الوضع الذي لا يمكن التنبؤ به في السوق. وقال نوفاك: «من الصعب التكهن بالإمدادات في السوق، بسبب الأمور الطارئة التي قد تحدث. احتمال انخفاض أسعار النفط يظل قائما بوجه عام.. اعتدنا أن نقول من قبل إن التوازن بين العرض والطلب سيتحقق فقط في 2017، ونحن متمسكون بهذه التوقعات. بشكل عام نتوقع زيادة الطلب بما بين 1.1 و1.3 مليون برميل يوميًا مقارنة مع العام السابق». على صعيد متصل، قالت مصادر مطلعة في قطاع النفط أمس، إن الصين استكملت في الشهر الماضي بناء صهاريج جديدة تتسع لتسعة عشر مليون برميل من النفط لاحتياطي الدولة، ومن المتوقع البدء في ملئها في وقت لاحق من العام، والتي من المتوقع أن تقلل المعروض في السوق. وبنيت الصهاريج الجديدة في جزيرة أوشان المواجهة للساحل الشرقي للصين، وانتهى البناء بعد تأجيل عدة مرات. وستكون قادرة على تخزين ما يعادل واردات ثلاثة أيام لثاني أكبر مستورد للخام في العالم بعد الولايات المتحدة. وكان من المقرر أن تبدأ المنشأة العمل قرب 2012، وتوقع محللون في نهاية عام 2015 أن يبدأ استخدام الموقع في الربع الأول من العام الحالي. وقال مصدر في القطاع له اطلاع مباشر على المشروع وطلب عدم ذكر اسمه: «انتهى البناء في الشهر الماضي فقط. وبعد الفحوصات الحكومية المطلوبة سيكون الموقع مستعدا للملء مع نهاية العام». وقالت مصادر إن هذه الصهاريج تضيف لمستودع الاحتياطي النفطي الموجود بالفعل في الموقع نفسه، وترفع الحجم الكلي للاحتياطي المخزون في جزيرة أوشان إلى 50 مليون برميل. وتم الانتهاء من ملء الدفعة الأولى من الصهاريج التي تقدر سعتها بنحو 31.5 مليون برميل في مطلع عام 2009.
مشاركة :