تجوب 15 طائرة تابعة للقيادة العامة لطيران الأمن بوزارة الداخلية السعودية، سماء المشاعر المقدسة مجهزة بأحدث وسائل التقنية والكاميرات الحرارية، لنقل ومتابعة حجاج بيت الله الحرام خلال تحركاتهم من العاصمة المقدسة إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية. ومن خلال 8 طلعات جوية تستغرق كل واحدة منها نحو ساعتين، تواصل الطائرات تحليقها في سماء المشاعر، لتنقل صورة حية لحركة الحجيج إلى مركز العمليات الموحدة للتدخل في حالات الطوارئ، وتسهم الطائرات في تحديد أفضل المسارات للوصول إلى المواقع المستهدفة من خلال ما تتيحه الرؤية من الأعلى للمشاعر من إمكانات، إضافة إلى الاستعداد الكامل للقيام بأعمال الإنقاذ والإخلاء الطبي والإسعاف الجوي على مدار الساعة. ويتناوب أكثر من 500 طيار ومساعد طيار وملاح، إضافة إلى منقذ ومصور جوي وطواقم فنية من منسوبي القيادة العامة لطيران الأمن، في خدمة ضيوف الرحمن، فيما تشمل الطلعات التي ينفذها طيران الأمن مسح جميع الطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة ومداخلها الثمانية الرئيسة، ونقاط التفتيش والفرز ومنها نقطة الشميسي على طريق مكة المكرمة - جدة السريع والقديم، ونقطة التنعيم على طريق الهجرة، ونقطة الكر على طريق الطائف، وعدد من نقاط الفرز الأولية على مختلف الطرق المؤدية إلى العاصمة المقدسة، علاوة على رصد الحالة الأمنية فوق المشاعر المقدسة. إلى ذلك، أكد اللواء الطيار محمد الحربي القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية السعودية، أن الخبرات الموجودة لدى الأطقم الجوية تمكنها من متابعة الحالة الأمنية لموسم الحج عن كثب، لافتًا إلى أن الكاميرات الموجودة في الطائرات تصور المناطق كافة التي يتم مسحها وترسلها فورًا إلى غرف العمليات في الجهات الأمنية. وأشار اللواء الحربي إلى أن الطلعات الجوية المكثفة تهدف لمتابعة انسيابية الحركة المرورية أثناء توافد الحجاج لمكة المكرمة، حيث تشهد الطرق المؤدية للعاصمة المقدسة كثافة ملحوظة، إضافة إلى التأكد من الحالة الأمنية، مبينًا أن الطرق التي يسلكها المتسللون معروفة ومرصودة من الجهات الأمنية ويتم التعامل مع كل الحالات من قبل الفرق الأرضية مباشرة مع إسناد جوي من طائرات الأمن إذا استدعى الموقف ذلك. وأوضح أن من المهام الرئيسية لطيران الأمن رصد الظواهر الأمنية من الجو، وإرسال التقارير الفورية لمركز عمليات طيران الأمن وتمرير المعلومة لمركز القيادة والسيطرة وغرفة العمليات المشتركة، والتدخل عند الحاجة لمباشرة أي حادث، إلى جانب تقديم الدعم والمساندة للجهات الحكومية كافة، والمشاركة في تنفيذ الخطط الفرضية المخصصة لمواجهة الحوادث التي قد تقع، وتقديم الدعم والمساندة متى ما طلب منها للجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن. وأضاف اللواء الحربي أن طيران الأمن يتولى الإخلاء الطبي عبر طائرات مزودة بأحدث التجهيزات الطبية والكوادر المتخصصة ذات التأهيل العالي من الخدمات الطبية بطيران الأمن، لنقل الحالات الحرجة جوًا إلى المستشفيات. وذكر أن أجهزة التتبع والكاميرات المتطورة التي توجد بطائرات القيادة العامة لطيران الأمن ترصد المتسللين والممرات التي يستخدمونها على مدار 24 ساعة، وتزود مركز القيادة والسيطرة وغرفة العمليات المشتركة بالإحداثيات الدقيقة لتحركهم، لتتمكن الجهات الأمنية المختصة من إيقافهم ومنع من لا يحمل منهم تصريحًا رسميًا من أداء الحج، ويرافق بعض هذه الرحلات مندوبون من الأجهزة الأمنية المساندة بالتنسيق مع المتابعة الجوية بالأمن العام. وبين القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية أن عدد الطلعات الجوية التي يقوم بها الطيران الأمني منذ لحظة التفويج وحتى وصول الحجاج إلى منى يصل إلى سبع طلعات جوية خلال ساعات النهار ومدة الطلعة تصل إلى ساعتين ما يضمن بقاء الطائرات في سماء المشاعر طوال النهار، بينما يتم في نهار عرفة زيادة الطلعات الجوية. وتطرق إلى أن يوم السبت سيشهد تكثيفًا الطلعات الجوية تزامنًا مع يوم التروية لمتابعة الحالة الأمنية والوقوف عن كثب على حركة الحجيج أثناء تنقلهم للمبيت في مشعر منى وتصل ذروتها صباح يوم التاسع بمشاركة أكثر من طائرة في الطلعة الجوية مع زيادة مدة الرحلة لتصل إلى ثلاث ساعات لكل طائرة في الطلعة الواحدة أثناء تصعيد الحجيج إلى مشعر عرفات وما يليها من انتقالهم إلى مشعر مزدلفة، ثم صباح يوم العاشر الذي يتم فيه تكثيف الطلعات على مشعر منى لمتابعة الكثافة البشرية أثناء رمي الجمرات، ومراقبة الحركة المرورية المتوجهة للحرم المكي الشريف لأداء طواف الإفاضة، وتستمر الرحلات المجدولة طيلة أيام التشريق حتى نهاية اليوم الثالث عشر. وأشار إلى أن تكثيف الطلعات الجوية يوم التروية يأتي ضمن المرحلة الثانية من الخطة الأمنية لطيران الأمن التي بدأ تنفيذها في بداية شهر ذي الحجة، حيث يتم تركيز الرحلات الجوية على مداخل مكة المكرمة الرئيسية والطرق السريعة التي تربط بين مكة المكرمة وجدة والمدينة المنورة لمتابعة ورصد الحالة الأمنية والحركة المرورية ورصد توافد الحجيج وكذلك مراقبة الحركة المرورية والبشرية في المنطقة المركزية للحرمين الشريفين والطرق المؤدية إليها. وقال اللواء الحربي إن الاستعداد لموسم الحج بدأ بعد نهاية المشاركة في موسم الحج الماضي مباشرة، وذلك بحصر لكافة الأعمال التي تم تنفيذها وتقييمها بدقة على كافة المستويات الفنية والتقنية والبشرية مع كافة الجهات التي شاركت طيران الأمن، للخروج بتصور كامل وللارتقاء بالخدمات المقدمة من طيران الأمن بشكل أفضل. وأوضح القائد العام لطيران الأمن بوزارة الداخلية في السعودية أن المرحلة الأولى بدأت في الـ20 من شهر ذي القعدة، وشملت تحريك الطائرات من قواعدها وتمركزها في منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة، والقيام بجولات استطلاعية مكثفة للأطقم الجوية للتعرف على ما استجد من مشاريع عمرانية في منى ومزدلفة وعرفات، والمناطق المركزية للحرمين الشريفين، والطرق التي تربط بينها، والقيام بتجربة كافة المهابط الموجودة بها، وكذلك المهابط الموجودة في المستشفيات والأبراج السكنية بالمناطق المركزية للتأكد من جاهزيتها للاستخدام وقت الحاجة. وأضاف أن المرحلة الثالثة من الخطة الموضوعة لطيران الأمن ستبدأ من نهاية اليوم الثالث عشر من ذي الحجة حيث ترافق الطائرات الحجاج في تنقلاتهم إلى المدينة المنورة وتمسح الطرق التي يسلكونها حتى نهاية الشهر ومغادرة الحجاج للمدينة المنورة.
مشاركة :