«جبل لو مورن».. تاريخ إنساني وطبيعة ساحرة

  • 9/10/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يعد جبل «لو مورن» من المعالم السياحية البارزة في جزيرة موريشيوس؛ حيث إنه يتيح للسياح الفرصة للاستمتاع بمناظر طبيعية ساحرة، فضلاً عن أنه يحفل بتاريخ إنساني مثير، إذ إنه شهد مصرع العديد من العبيد خلال عام 1835. وعندما يصل السياح إلى منطقة الشعاب المرجانية «لو مورن» في موريشيوس تظهر في الأفق درجات اللون الأزرق متداخلة مع بعضها بعضاً؛ حيث يبدو اللون الأزرق الفاتح في أعلى المشهد ويظهر اللون الأزرق الداكن، ومن أسفل، ثم هناك منطقة باللون الأبيض، ثم يشاهد السياح اللون الفيروزي وأخيراً اللون الأزرق المتداخل مع الرمادي. مأساة العبيد يحكي المرشد السياحي أن العبيد كانوا مختبئين في جبل لو مورن برابانت، وعندما قام البريطانيون بإلغاء العبودية عام 1835 جاؤوا إلى هذا الجبل، لإخبار العبيد الذين لاذوا بالفرار في هذا المكان. غير أن هؤلاء العبيد لم يصدقوا أنه قد تم إلغاء العبودية بالفعل، وألقوا بأنفسهم من فوق الجبل حتى لا يقعوا في الأسر والعبودية مرة أخرى. وحتى إذا كانت هذه القصة تقترب من الأساطير أكثر من كونها وقائع تاريخية، فإنها تلقي الضوء على جوانب من تاريخ جزيرة موريشيوس. وقد تم إدراج جبل «لو مورن برابانت» ضمن قائمة التراث الطبيعي العالمي لمنظمة اليونسكو خلال عام 2008، وقد كان من المهم لأحفاد العبيد أن يتذكروا موتاهم، ولذلك فقد أقيم هذا الصليب فوق قمة الجبل. يعد الجبل الواقع في جنوب غرب موريشيوس بمثابة كتلة كبيرة؛ حيث إنه يبرز من شبه الجزيرة بشكل رائع، وعندما يتسلق السياح هذا الجبل، فإنهم يتمكنون من مشاهدة موريشيوس بالمنظر نفسه، الذي يظهر على البطاقات البريدية. وعندما يرغب السياح في صعود الجبل، فإن أول ما يقابلهم بوابة تغلق طريق الصعود، وهنا قام نيكو كويلاند وزاك هيربست بفتح هذه البوابة، ويعمل المرشدان السياحيان في شركة Yanature، التي تعد إحدى شركتي السياحة، التي تسمح للسياح بالاستمتاع بالتجول وسط هذه المناظر الطبيعية البديعة، ونظراً لأن هذه المنطقة تقع على الجبل، فإنها تعد ملكية خاصة منذ قرون عدة. ويمر مسار التجول بشكل متعرج على طول الجبل، ويبدأ طريق الصعود بدرجة ميل بسيطة، لكن بين وقت وآخر تنزلق أقدام السياح على الأرضية الرخوة؛ نظراً لهطول الأمطار بكثرة، وتعد موريشيوس جنة طبيعية وسط المحيط الهندي، وتتقلب الأحوال الجوية هنا خلال شهور الشتاء كل نصف ساعة تقريباً. وبعد فترة من التجول وسط المناظر الجبلية وصل السياح إلى أول منصة مشاهدة تطل على البحيرة، التي يوجد بها جزيرة صغيرة. وفي خضم هذه الصورة البديعة يشاهد السياح فجوة في الغيوم تسمح لأشعة الشمس بأن تسقط على سطح مياه البحيرة، كي تبدو المياه بلون فيروزي أكثر إشراقاً. وبعد ذلك صعدت المجموعة السياحية على جبل لو مورن لمسافة 200 متر أخرى، وهنا تغيرت طبيعة مسار التجول؛ حيث أصبح أكثر ضيقاً وانحداراً عما كان عليه الوضع في بداية الجولة. بدأت الأمطار تتساقط على السياح وأصبحت الأرض زلقة من تحت أقدامهم، ولم يعد هناك أي تماسك أو التصاق بين أرجلهم والطريق، ولذلك تشبث السياح بالصخور البارزة على حافة الطريق، حتى وصلوا إلى منصة مشاهدة أخرى، كشفت لهم عن إطلالة رائعة على البحيرة وسلسلة التلال الموجودة بالجزيرة. ولم يعد أمام السياح سوى مسافة قصيرة للوصول إلى صليب القمة، الذي يحظى بأهمية خاصة في تاريخ موريشيوس. من المعروف أن جزيرة موريشيوس لم تكن في الأصل مأهولة بالسكان، إلا أن هذه الجزيرة الواقعة في المحيط الهندي وقعت تحت الاستعمار الهولندي في البداية، ثم جاء من بعده الاستعمار الفرنسي، وأخيراً أصبحت مستعمرة بريطانية في وقت لاحق. وقد قام الفرنسيون بجلب العبيد من إفريقيا، كما جلب الإنجليز العمال من الهند.

مشاركة :