أدى قرابة مليوني من ضيوف الرحمن أمس صلاة الجمعة، عشية بدء مناسك الحج، في جنبات المسجد الحرام، وسط منظومة متكاملة من الخدمات والترتيبات التي أعدتها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لاستقبال المصلين وتوفير الخدمات كافة لهم كي يؤدوا عبادتهم ونسكهم بكل يسر وخشوع، فيما أعلنت الداخلية السعودية عن اكتمال توافد الحجاج إلى مكة المكرمة، استعداداً للانطلاق إلى منى اليوم السبت في يوم التروية، قبل الصعود إلى جبل عرفة غداً الأحد. وحذر إمام المسجد الحرام،الشيخ ماهر المعيقلي، من الشعارات السياسية والطائفية خلال أداء مناسك الحج لهذا العام. وقال خلال خطبته، إنه لا يجب الترويج للشعارات السياسية التي تعد تصفية لحسابات أخرى، في إشارة إلى ما تدعو له إيران بمحاولة تدويل الحج ونشر الفتنة في البلاد. وشدد على ضرورة التزام الحجاج بالدعاء وذكر الله وقراءة القرآن الكريم، بدلاً من الدخول في مناقشات سياسية هم في غنى عنها. وفي المدينة المنورة، أدّت جموع المصلين صلاة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة بالمسجد النبوي الشريف، في ظلّ منظومة متكاملة من الخدمات التي هيّأتها وكالة الرئاسة العامة لشؤون المسجد النبوي، بغرض توفير أفضل الإمكانيات والتسهيلات للمصلين الذين أمّهم الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي إمام وخطيب المسجد النبوي، الذي دعا الحجاج لاغتنام فضل هذه الأيام المباركة . وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي أن يوم أمس شهد اكتمال توافد الحجاج على العاصمة المقدسة للطواف والسعي بالمسجد الحرام. وقال التركي في كلمة افتتح بها أمس المؤتمر الصحفي الأول لأعمال الحج بمشعر منى: إننا الآن ندخل في مرحلة رحلة المشاعر وهي رحلة الحج، مشيراً إلى أنه بعد صلاة العشاء أمس بدأت عمليات انتقال الحجاج من مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة للوقوف في عرفات. وأوضح في كلمته أن المرحلة الأولى في هذه العمليات هي انتقال حجاج التروية إلى منى، حيث بدأت طلائع الحجاج الوصول من بعد صلاة العشاء، مشيراً إلى أن الذروة في النسبة الكبرى من حجاج التروية تحركوا من بعد صلاة فجر أمس. وفيما يتعلق بأهم الخطط التي يتم تنفيذها في هذه المرحلة، أبان التركي أن هذه الخطط تمثل أحد أهم الخطط التي يتم تنفيذها، مؤكداً أن أهم هذه الخطط الخمس هي مرحلة التصعيد لاسيما أن وقوف الحجاج بعرفات يعد الركن الأعظم للحج، مشيرًا إلى أهمية وصول الحجاج إلى مشعر عرفات في أوقات مبكرة حتى يستطيعوا الإقامة فيها قبل النفرة منها إلى مزدلفة. وأبان التركي أن هناك أكثر من إحدى عشرة خطة ذات صلة بإدارة وتنظيم حركة المشاة والحشود أثناء إقامة الحجاج في المشاعر المقدسة، مشيراً إلى أن بعضها مرتبط بمواقع معينة والبعض الآخر يشمل حركة المشاة على الطرق، وفيما يخص خطط عرفات للمحافظة على سلامة الحجاج والحشود في مسجد نمرة وجبل الرحمة وفي مزدلفة توجد خطة تهدف للمحافظة على سلامة الحجاج عند المشعر الحرام، إضافة إلى عملية تنظيم الحجاج عند رمي الجمرات ودخولهم من مزدلفة إلى منى وتوجههم لرمي جمرة العقبة في يوم العيد، وتنظيمهم خلال إقامتهم في مشعر منى في أيام التشريق حيث يترددون يومياً لرمي الجمرات. ورفعت قيادة مراكز الدفاع المدني بمشعر منى، درجة الاستعداد لاستقبال الحجاج لقضاء يوم التروية واتخاذ كافة الإجراءات للحفاظ على سلامتهم طوال تواجدهم في منى، حيث شملت الإجراءات مسحاً أمنياً وقائياً وشاملاً للمخيمات والمنشآت ومحطات القطار. ونفذت وزارة الصحة، مشروع ربط مستشفيات المشاعر المقدسة، و61 مركزاً صحياً، مع مجمع المعيصم بدوائر اتصال عن طرق الألياف الضوئية، إذ وصل عدد الدوائر إلى 100 دائرة مقارنة ب 30 دائرة في موسم الحج من العام الماضي. وأكمل الهلال الأحمر استعداداته ليوم التروية ب200 فرقة إسعاف و26 فرقة عناية متقدمة، من خلال تجهيز 36 مركزاً إسعافياً بكامل المعدات الطبية الحديثة . ورفعت وزارة الصحة، عدد منشآتها الصحية المتمركزة داخل المسجد الحرام بعد أن أضيف إليها مستشفى الحرم للطوارئ ليزداد عدد المنشآت الصحية بالحرم المكي إلى مستشفيين وأربعة مراكز صحية، إضافة إلى فرق طبية ميدانية. وأوضحت الوزارة أنها جهزت مركزين صحيين داخل الحرم المكي هما المركز رقم (1) في توسعة الملك فهد بالدور الأول ما بين باب 84 - 88، والمركز رقم 2 في قبو المسعى بجوار باب السلام. كما تم تجهيز مركزين صحيين في ساحات الحرم إضافة إلى مستشفى أجياد . وقال أمين مدينة مكة المكرمة، أسامة بن فضل البار، إن مشاريع التطوير والتوسعة للحرم المكي ستنتهي خلال 3 أعوام، مؤكداً أنها سترفع الطاقة الاستيعابية للحجاج بصورة كبيرة. وقلل المسؤول السعودي من تأثير أعمال التوسعة على موسم الحج، الذي قال إنه أدى إلى تراجع ضئيل في أعداد الحجاج، لكنه أدى أيضاً إلى زيادة أعداد المعتمرين، وأشار إلى أن منظومة الحج في تطور مستمر على مدى 20 سنة حتى عندما مرت السعودية بأزمات مالية، لافتاً إلى أن مشاريع الحج لا تتأجل لأن الدولة تعطيها الأولوية في سياستها، متوقعا أن تنتهي المشاريع كافة في 2020. وتوقع البار أن يكتمل مشروع قطار الحرمين نهاية العام الحالي ثم تبدأ فيه الرحلات التجريبية قبل فتحه للجمهور بداية عام 2017. ويقلص القطار زمن الرحلة بين مكة والمدينة إلى ساعتين. وفي إطار التصعيد الإيراني ومحاولاتها المستميتة لتسيس الحج، تظاهرت مجموعة من الإيرانيين أمس في طهران ضد السعودية. وكان يفترض ان يؤدي 64 ألف إيراني هذا العام مناسك الحج، لكن النظام الإيراني حرمهم من ذلك برفضه التوقيع على محضر الحج. (وكالات)
مشاركة :