البشري يروي مشقة السفر إلى مكة واستقبالهم بالأناشيد في القرية

  • 9/10/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يتحدث المسن الثمانيني يحيى بن علي البشري من محافظة سراة عبيدة عن رحلة الحج قديما، وكيف كانوا يترقبونه بفارغ الصبر للوصول إلى أطهر بقعة في العالم مكة المكرمة ليؤدوا مناسك الحج. قال في حديثه إلى "الوطن": كنت في الـ15 عاما من عمري حين سافرت إلى جدة بغرض العمل في الميناء، الذي كان مقصدا لكثير من الناس كعمال تحميل وتنزيل، مقابل 6 ريالات عن كل يوم عمل. السفر سيرا على الأقدام يقول: الحديث عن الحج قديما وطريقته وكيفية الوصول إلى مكة المكرمة كثير ومتشعب، فقد كان في السابق معاناة ومتاعب، وأتذكر كيف كنا نحج وكيف كنا نستعد له قبل عام، فنقوم بالتجهيز للسفر المؤونة بالرغم من قلتها في ذلك الوقت وكنا نذهب سيراً على الأقدام قبل الحج بعدة أشهر وكنا نعاني في السفر الكثير من المتاعب والمشاق. كانت تعترضنا الكثير من العقبات مثل قلة الطعام والماء، لأننا نسير على الأقدام ولم تكن في ذلك الوقت سيارات، وكنا إذا وصلنا قرية من القرى نقف بها ونستريح ونتزود ببعض الطعام والماء ثم نعاود المسير، ونستمر على هذا الحال حتى نصل إلى مكة المكرمة ومن ثم نؤدي فريضة الحج. نعود إلى أهلنا وأسرنا ونحن سالمين وفائزين بهذا الحج ونصل إليهم من طريقنا الأول، فيستبشرون بقدومنا ووصولنا إليهم وكانوا ينتظرون منا الهدايا، لأن الحجاج قديماً كانوا يعودون بالهدايا من مكة المكرمة لأولادهم وأقاربهم وقد كانت الهدايا عبارة عن حلوى للأطفال ومسابح وأقمشة وغيرها. وداع أهالي القرية يرى البشري أن الشيء الجميل في الذهاب إلى الحج، هو ما كانت عليه القرية بعد ذهاب الحجاج، فلحظة ذهابهم نجد أن أهل القرية يقومون بتوديعهم ومراعاة أولادهم من بعدهم في جو من التكافل الاجتماعي، الذي يحثنا عليه ديننا الإسلامي. مشيرا إلى أنه حج 15 حجة وعمره الآن تجاوز 80 عاماً، وقد كانوا يتعرضون للعديد من المخاطر والتعب والجوع والعطش حتى إن البعض من الحجاج قد يتوفاه الله وهو في طريقه إلى مكة وقبل الوصول إليها. وقد كان الشيء السائد آنذاك هو توديع الحاج من قبل أسرته وأقاربه وجيرانه في القرية والدعاء له بأن يصل إلى مكة سالماً غانماً. أناشيد العودة يقول البشري: كنا نعود من مكة المكرمة بعد أداء مناسك الحج ونحن نحمل العديد من الهدايا لأطفالنا وأقاربنا وأهل قريتنا، الذين يستقبلوننا بالأناشيد والحب، فكنا نحرص على إحضار المكسرات التي هي بمثابة الشيء الغريب عند أهل القرية الذين كانوا ينتظرون عودتنا لهم بفارغ الصبر وخصوصاً الأطفال الذين يحبونها، وكنا كذلك نحضر الأقمشة التي كان الحجاج يجلبونها إلى مكة في موسم الحج ونشتريها منهم كهدايا. فذكريات الحج ذكريات جميلة لم نعد نراها الآن إلا في النادر وفي بعض القرى. ويروي البشري في حديثه أنه بعد عودة الحجاج إلى أهلهم وذويهم سالمين مؤدين هذه الفريضة، يعمد بعض أهل القرى إلى إطلاق بعض الأعيرة النارية استبشاراً بقدوم الحجاج من أهل القرية، تعبيرا عن الحفاوة والترحيب بهم، خصوصا أن أولئك الحجاج قد لاقوا المصاعب والتعب والمشقة خلال سفرهم عبر الطرق الوعرة التي تتخللها الجبال والهضاب والأودية وحرارة الشمس، إضافة إلى الوقت الذي قضوه في الوصول إلى مكة والعودة منها. أما الآن فلم تعد هذه العادة موجودة.

مشاركة :