بعد أربع أعوام من فكرة توفير كوماندوز ضمن قوات التدخل السريع في أمن الطرق، بات المشهد اليوم مغايرا في المنافذ، فأصحاب الملابس السوداء والنظارات القاتمة تحولوا إلى جدار حماية إضافي يعزز القدرة الأمنية ويتقاسم الدور الفعال مع الجهات المختصة في أمن وسلامة ضيوف الرحمن. على مرأى البصر يمكن للعابر في كافة منافذ المشاعر المقدسة أن يرى انتشار تلك الوحدة لتعكس أمنا إضافيا يؤكد تجنيد كافة الطاقات والإمكانات لخدمة حجاج بيت الله الحرام. يقفون بأعين فاحصة ترقب العابرين وتهدي لهم الأمن والسلامة، فأياديهم التي تتوسد الزناد تعرف معنى حماية أغلى ضيوف وأشرف بقاع، ويرسلون رسالة واضحة لكل من في قلبه مرض بأن الحجاج في أيد أمينة. أجسادهم لا تعرف قيمة لا لحرارة الطقس ولا دنو الشمس لأنها محصنة بإيمان يغطيهم ويحميهم من عوامل الطقس ويحفظهم من غدر المتربصين، سلاحهم قبل البارود يقين الشعار ادخلوها آمنين. يضعون أرواحهم فداء للمقدسات والوطن الذي أهداهم تدريبا على أعلى المستويات شمل المطاردة والاقتحام والسيطرة والاشتباك فخرجوا منه أشاوس يعرفون معنى الولاء وقيمة الإخلاص. أعينهم ترقب كل عابر وأياديهم لا تعرف الارتعاش فمن يعرف السلم مر آمنا ومن حاول اللعب بقواميس الضلال كانوا له بالمرصاد. هم برد وسلام على ضيوف الرحمن يشكلون لوحة الأمن في مدخل البقاع الطاهرة ليؤدي الحجاج مناسكهم في سهولة ويسر ويتفرغوا للعبادة في أمن وطمأنينة. يتذكر قائد وحدة التدخل السريع في قوة أمن الطرق الخاصة الرائد محمد القرني بداية الفكرة لهؤلاء الرجال فيحفظ للفريق عثمان المحرج مدير الأمن العام حقه الأدبي في ولادتها عام 1433، ويؤكد أنهم الآن تلقوا المزيد من التدريبات فتحولوا إلى لوحة عطاء ترسم ملامح حماية الوطن في عيون أبنائه. ويواصل تدربوا على كافة أنواع القتال وحماية الآخرين من خطر الإرهاب والعمليات غير التقليدية في الملاحقة والسيطرة والاقتحام والاشتباك وكيفية نزع السلاح من العدو وإطلاق النار بكلتا اليدين في سرعة ومهارة في التصويب مستفيدين مما لديهم من قدرات وما بحوزتهم من أسلحة رشاشة تعد الأحدث في العالم.
مشاركة :