مدينة الأيام الـ 5 تكتسي البياض

  • 9/10/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

في مشهد مهيب تكتسي فيه الأرض الرداء الأبيض، يبدأ ضيوف الرحمن اليوم بدء مناسك الحج، بالتوافد إلى "منى"، راجين ثواب الله، طامحين إلى عفوه ومغفرته، وآيبين إليه سبحانه ومجددين معه البيعة، في المكان ذاته الذي بايع فيه الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيعتي العقبة الأولى والثانية. يقع مشعر منى بين مكة المكرمة ومشعر مزدلفة على بعد سبعة كيلومترات شمال شرق المسجد الحرام، وهو مشعر داخل حدود الحرم، عبارة عن واد تحيط به الجبال من الجهتين الشمالية والجنوبية، ولا يُسكَن إلا مدة الحج، ويحَدُّه من جهة مكة المكرمة جمرة العقبة، ومن جهة مشعر مزدلفة وادي محسر. ويقول المؤرخون: إن تسمية منى أتت لما يراق فيها من الدماء المشروعة في الحج، وقيل لتمني آدم فيها الجنة، ورأى آخرون أنها لاجتماع الناس بها، والعرب تقول لكل مكان يجتمع فيه الناس مِنى. وبمنى رمى إبراهيم عليه السلام الجمار، وذبح فدية لابنه إسماعيل عليه السلام، وفيه نزلت سورة النصر أثناء حجة الوداع للرسول صلى الله عليه وسلم، وفيه تمت بيعة الأنصار المعروفة ببيعتي العقبة الأولى والثانية حيث بايعه عليه السلام في الأولى 12 شخصاً من أعيان قبيلتي الأوس والخزرج، فيما بايعه في الثانية 73 رجلاً وامرأتان من أهل المدينة وكانت قبل هجرته عليه أفضل الصلاة والسلام إلى المدينة المنورة. وسمي الثامن من ذي الحجة بيوم التروية، لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى، حيث كان حينها معدوما في تلك الأيام ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. "الاقتصادية" رصدت أخيرا،عودة الهدوء قليلا إلى مشعر منى، بعد أن كانت أصوات المعدات والآلات تسيطر على المكان خلال الشهر الماضي، في عمل كانت متواصلا طوال اليوم لتهيئة المكان لاستقبال قوافل حجاج بيت الله الحرام، الذين وصل عددهم حتى أمس إلى نحو 1.3 مليون حاج، منهم أكثر من 12 ألفا وصلوا بحرا. ويسابق المنظمون من شركات ومؤسسات الحج الزمن لتجهيز مخيماتهم من الداخل، حيث عملوا على توفير جميع متطلبات السلامة التي اشترطت الجهات المختصة، خصوصا أنظمة السلامة من الحرائق، كما تم تأجيل التأثيث الداخلي للمخيمات لكثير من الشركات خوفا من سقوط أمطار على المشعر قبل يوم التروية، وتأجيل ذلك حتى ليلة الثامن من ذي الحجة. فيما عملت هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، على تجديد جميع الطرق داخل المشاعر، إضافة إلى الطرق التي تربط المشاعر ببضعها، فيما أطلقت الهيئة تطبيقا للأجهزة الذكية، يربط الحجاج في مركز السيطرة على الحشود بقطار المشاعر، ويهدف إلى تنظيم حركة تنقلاتهم من مخيماتهم وصولا إلى محطات القطار المخصصة لهم، وفق الجداول الزمنية للتفويج.

مشاركة :