أبدي السيد لوكا فيراري سفير جمهورية إيطاليا لدى المملكة إعجابه الكبير بثقافة المملكة العربية السعودية وحضارتها العريقة، مشيدًا بالدور الكبير الذي تلعبه المملكة في المنطقة الداعم للسلام والأمان فيها، عادًا المملكة أحد أكثر الدول الأربع تأثيرًا فيما يسمى بالشرق الأوسط الكبير الممتد من موريتانيا إلى باكستان، مؤكدًا السفير أن لا علاقة لاسمه بالشركة المشهورة فيراري. بداية عرف السفير فيراري بمسيرته المهنية، إِذ إنه خريج علوم سياسية من جامعة روما والتحق بالسلك الدبلوماسي منذ عام 1984م ومثل بلاده في العديد من الدول من ضمنها روسيا والولايات المتحدة وإسبانيا، كما تولى منصب مدير إدارة الشرق الأدنى بوزارة الخارجية، ونائب مدير عام إدارة الشؤون الاقتصادية متعددة الأطراف، ومساعد شخصي لوزيري خارجية إيطاليا السابقين وهم كل من جاني دي ميكيليس ولمبرتو ديني، وفي ديسمبر 2015 تم تعيينه سفيرًا لإيطاليا لدى المملكة العربية السعودية. وهو يجيد خمس لغات، فعلاوة على الإيطالية يتقن الإنجليزية والفرنسية والإسبانية والروسية، ويهوى قراءة الكتب ورياضة التنس ويهتم بتاريخ العالم العربي والثقافة الإسلامية. مبديًا فيراري إعجابه الكبير بشخصية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واصفًا إياه بالشخصية المتنورة التي تواصل بناء ما بدأه والده وإخوانه ملوك المملكة العربية السعودية ويقوم الآن بعمل تاريخي غير مسبوق في تحول البلاد محافظًا على العلاقة المميزة التي تجمع القيادة بشعبها إضافة إلى دوره المتفرّد في العالم الإسلامي بوصفه خادمًا للحرمين الشريفين، وهذا ما نراه جليًا من جهود يقوم بها مع اقتراب موسم الحج مدافعًا عنهما ضد من يتربصون بهما، مشيرًا إلى أنه تشرف بلقاء المليك مرتين أحدهما في جدة مع وزير الخارجية الإيطالي وذلك اليوم وافق يوم العيد الوطني الإيطالي والمرة الثانية كانت أثناء تسليمي لأوراق اعتمادي لخادم الحرمين، وأذكر حينها أن الملك تذكرني وتعرف علي، ولاحظت خلال هذين اللقاءين أن الملك يمتلك دراية ومعلومات كبيرة عن بلدي إيطاليا. وفي الحديث عن العلاقات السعودية الإيطالية أشار السفير إلى أن إيطاليا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بالمملكة وذلك عام 1932م، وافتتحت أول قنصلية في جدة، واليوم هناك السفارة في الرياض وقنصلية عامة في جدة، ويرى أن العلاقات السعودية الإيطالية تمر بأفضل حالاتها، مؤكدًا أن المملكة دولة تحظى باهتمام بالغ وكبير من الناحية الدينية والجغرافية والسياسية، وكذلك من الناحية الجيوسياسية، فعلى مستوى الشرق الأوسط الكبير فإن المنطقة سيجري صياغتها خلال السنوات العشر المقبلة من قبل أربع قوى إقليمية هي المملكة العربية السعودية ومصر وتركيا وايران، وذلك وفقًا لمستوى التفاعل بين هذه الدول، ويمكن أن يحمل ذلك تأثيرات على القارة الأوروبية، سواء إيجابًا أم سلبًا، وبالتالي يمكن لهذه التأثيرات أن تمتد لتشمل سائر بلدان العالم. وأن اهتمام القارة الأوروبية ليس مقتصرًا في الشرق الأوسط على الناحية الاقتصادية وحسب بل ويشمل نواحٍ أخرى، لذا فإن كون المرء سفيرًا في الرياض يمثل مهمة كبيرة الأهمية ويترتب عليها العديد من المسؤوليات، فالمملكة بلد مسالم وشعبها منفتح على العالم، ولمست المشاعر الوُدِّية التي يعامل بها السعوديون الأجانب هنا، وهم حريصون على التعرف على ما يدور حولهم أي السعوديين، كما أن الشعب السعودي يهوى السفير خارجًا كثيرًا وأن معدل سفر السعودي يتعدى بكثير معدل سفر الأوروبي والأمريكي بمراحل. وبالنسبة للطبيعة السكانية للمملكة فوصف السفير المملكة أنها بلد الشباب حيث إن الشباب يشكلون الفئة العمرية الأكبر على مستوى السكان، وأن الشعب السعودي هو شعب متدين متمسك بتقاليده وعاداته القوية والعريقة. وفي الشأن الاقتصادي أوضح السفير فيراري أن حجم التبادل التجاري بين البلدين قد تجاوز العشرة مليارات دولار للعام المنصرم وأن كبريات الشركات الإيطالية تسهم في الكثير من المشروعات بالمملكة في قطاعات اقتصادية مختلفة من بينها القطاعات الصحية والعلمية والعسكرية والاستشارية، وأضاف أن المملكة هي الشريك التجاري الأول لإيطاليا على مستوى منطقة الشرق الأوسط الكبير، ثم تأتي مصر والإمارات العربية المتحدة. إن إيطاليا هي إحدى الشركاء الرئيسين لشركة أرامكو في عدد من المشروعات النفطية والصناعية والبتروكيميائية، والشركات الإيطالية لديها شركات مساندة مع نظرائها من الشركات السعودية، وهذا يأتي تماشيًا مع رؤية المملكة 2030 حيث إن تلك الشركات أنشأت مصانع لها في السعودية ووفرت فرص عمل داخل المملكة للشباب. وعن المشروعات التي تسهم بها الشركات الإيطالية فهناك مشروع مترو الرياض وكذلك مشروعات لوزارة الصحة والإسكان والدفاع. وعن الجالية الإيطالية في المملكة أوضح السفير فيراري أن عدد الإيطاليين المقيمين بالمملكة يبلغ زهاء الألفين، متوزعين بين مدن المملكة في الرياض وجدة والخبر، ويعملون كعلماء وأطباء وفي المجالات الاستثمارية. وعن الشكاوى المتعلقة باستغلال بعض مكاتب خدمات التأشيرات، أكَّد السفير فيراري أن السفارة ترحب بجميع السعوديين طالبي الـتأشيرات في السفارة مشيرًا إلى أن السفارة لا تجبر أحدًا على التوجه لأحد مكاتب الخدمات وأن بإمكان الجميع التقدم بالتأشيرة عن طريق السفارة بعد حجز موعد له على الإنترنت من موقع السفارة، مؤكدًا مجددًا أن السفارة تسعى لخدمتهم من خلال جميع الوسائل مشيرًا إلى أنه تم مؤخرًا استحداث حساب للسفارة على تويتر ليتسنى للسفارة إيصال خدماتها للجميع وذلك عن طريق حساب السفارة بمعرف ItalyinKSA@.
مشاركة :