أظهرت بيانات جديدة أن النمو الحاد في إنتاج إيران من النفط توقف في الأشهر الثلاثة الأخيرة بما يشير إلى أن طهران قد تواجه صعوبة في تحقيق خطتها الرامية لرفع الإنتاج إلى مستويات جديدة بينما تطالب باستثنائها من أي اتفاق لـ «أوبك» على كبح إمدادات المعروض. وارتفع إنتاج إيران من النفط إلى 3.64 ملايين برميل يومياً في يونيو/ حزيران من متوسط 2.84 مليون برميل يومياً في 2015 عقب تخفيف العقوبات الغربية عن طهران في يناير/ كانون الثاني بما يزيد من تخمة المعروض العالمي التي أدت لهبوط أسعار النفط. لكن منذ يونيو/ حزيران استقر الإنتاج ليبلغ 3.63 ملايين برميل يومياً فقط في أغسطس/ آب وفق بيانات حديثة صادرة عن «أوبك» اطلعت عليها «رويترز» واستندت إلى مصادر ثانوية تتضمن مستشارين ووسائل إعلام مهتمة بالقطاع. وأبلغت إيران «أوبك» أنها أنتجت 3.63 ملايين برميل يومياً في أغسطس وفق مصدر في المنظمة. وصارت إيران حجر العثرة الرئيسي الذي حال دون مبادرة من «أوبك» وروسيا غير العضو بالمنظمة في وقت سابق من العام لتثبيت الإنتاج العالمي. وقالت طهران إنها تحتاج أولاً لاستعادة حصتها السوقية التي فقدتها حين كانت ترزح تحت العقوبات. وأصرت السعودية أكبر منتج في «أوبك» على مشاركة كل الدول الأعضاء بالمنظمة في المبادرة وهو ما تسبب في انهيار اتفاق تثبيت الإنتاج في أبريل/ نيسان. ومع سعي روسيا والسعودية لإحياء الجهود الرامية لرفع الأسعار مجدداً لمحت إيران إلى أنها باتت أكثر استعداداً للتعاون عندما يجتمع أعضاء «أوبك» مع منتجين من خارج المنظمة بالجزائر في الفترة من 26 إلى 28 سبتمبر/ أيلول. غير أن طهران لم تعلن عزمها المشاركة في تثبيت الإنتاج. وقال مصدر مطلع على التفكير الإيراني: «هذا (مستويات الإنتاج) سؤال بمليون دولار. جهود الدبلوماسية المكوكية مستمرة لتوضيح المستوى الذي يعتبر مستهدفاً لإيران». وقالت إيران مراراً إنها تحتاج إلى الوصول بمستويات الإنتاج إلى أربعة ملايين برميل يومياً على الأقل قبل أن تدعم أي اتفاق لكن مصدراً في «أوبك» قال أمس الأول (الخميس) إن أحدث طلب لإيران هو تحديد مستوي مستهدف عند 4.2 - 4.3 ملايين برميل يومياً. ويصل الفارق بين المستويات المطلوبة وحجم الإنتاج الحالي إلى أكثر من 0.5 مليون برميل يومياً أو نصف في المئة من استهلاك النفط العالمي. لكن حتى لو كانت إيران غير قادرة على إنتاج هذه الكمية فوراً فإن هذا يمنح طهران موقفاً أقوى في المحادثات مع «أوبك» في المستقبل، إذاً متى استطاعت إيران أن تجلب شركات النفط العالمية لمساعدتها في تطوير حقولها النفطية الضخمة. وأضاف المصدر أنه في الوقت ذاته فإن منتجي الخليج بقيادة السعودية يصرون على أن إبرام أي اتفاق بشأن الإنتاج يتطلب أن تلتزم دول «أوبك» ببيانات المصادر الثانوية في المنظمة لمنح الجميع فرصاً متكافئة. وقال المصدر: «إذا لم نستطع فعل هذا ونقبل نظاماً واحداً - وهو الاستناد إلى المصادر الثانوية - فإن الأمور ستزداد تعقيداً». لكن ذلك قد يكون صعباً لأن تلك الأرقام تظهر أن إيران عادت بالفعل إلى مستويات إنتاج ما قبل العقوبات لتضخ النفط اليوم بالكميات التي كانت تضخها في أواخر 2011. ويتماشى هذا مع تقديرات وكالة الطاقة الدولية التي ترى أن الطاقة الإنتاجية لإيران قريبة جداً مما تنتجه بالفعل. ويرى البعض في «أوبك» أن الأمر محسوم. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح يوم الاثنين الماضي إن إنتاج إيران من النفط وصل بالفعل لمستويات ما قبل العقوبات.
مشاركة :