البواردي .. من بائع قطع غيار إلى «بائع كلمات»

  • 2/18/2014
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لم يستطع الدكتور عبد الرحمن الشبيلي حبس دمعته خلال حديثه عن رفيق دربه الأديب سعد البواردي، عائداً بالذاكرة إلى قصة إيقاف البواردي إبان ترؤسه تحرير مجلة "الإشعاع" قبل نحو 60 عاماً بسبب انتقاد مجلته إحدى الوزارات الخدمية. وقال خلال ندوة الشخصية المكرمة "سعد البواردي .. حياته وأدبه"، إن رفيق دربه تأثر بالأديب حمد الجاسر الذي يعد أستاذا له فنهج نهجه، وحافظ على طريقته في التأليف وسار على دربه، حتى أنه قلده في الزواج المتأخر، مؤكداً أن سلاحه الكلمة ولا ينقصه الصراحة. وأوضح أن البواردي من أوائل من حمل نبراس الصحافة في البلاد وبالذات في المنطقة الشرقية منها، ترك مدينته شقراء حاضرة الوشم ليستقر به المقام في الخبر على الساحل الشرقي لتكون محطته في كسب العيش والرزق، حيث عمل في محل لبيع قطع غيار السيارات لدى الشيخ الراحل عبد اللطيف العيسى، ووجد نفسه فجأة ينتسب إلى بلاط صاحبة الجلالة، وليتحول من بائع قطع غيار إلى بائع كلمات ويسجل اسمه في طليعة شباب الأدب الذين امتلأوا حيوية ونشاطا وإنتاجا. من جانبه، قال الدكتور محمد الهدلق رئيس مجلس الأمناء في مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة العربية، إن البواردي أحد رموز الأدب والثقافة في السعودية، تربت على أدبه أجيال من الشعراء والأدباء ومحبي الثقافة، مبيناً أنه شاعر متميز عرف الناس له قصائده الوطنية. وأضاف أن ظروف الحياة وتقلباتها التي واجهها منذ الصغر بعد أن توفي والده أجبرته على العمل وممارسة أنواع متعددة من المهن، فمن بائع بطيخ إلى عامل ميزان في الأحساء إلى موظف في أحد مكاتب رجال الأعمال في الخبر، ثم إلى صاحب امتياز مجلة الإشعاع، ومحرر لمعظم موادها، ثم بائع قطع غيار السيارات في الدمام، ثم موظف في وزارة المعارف، مشيراً إلى أنه عمل مشرفاً على إصدار مجلة "المعرفة" الفصلية للوزارة. وزاد أن مؤلفات البواردي المتنوعة تعطي دليلاً قاطعاً على رسوخ قدمه في شتى مجالات الإبداع والتأليف، مبيناً أنه هذا النتاج بانتظار الدارسين من الأساتذة وطلاب الدراسات العليا. وفي الشأن نفسه، قال الدكتور محمد القشعمي المؤرح الأدبي: "لا شك أن تنقلات سعد البواردي في صغره بين بلدته شقراء وعنيزة والطائف للدراسة قد أثرت فيه باحتكاكه مع من لديه اهتمام وتطلع إلى المستقبل الأفضل وبالذات أساتذة وطلبة مدرسة دار التوحية بالطائف وزياراتهم لمكة المكرمة وجدة، واطلاعهم على الصحافة المبكرة التي كانت تصدر وقتها كجريدتي البلاد السعودية والمدينة ومجلتي المنهل والحج وغيرهما مما يصل من الخارج، وقد طبعت في ذهنه أهمية هذه الوسائل الإعلامية في فترة بدأت البلاد مرحلة نهضة جديدة ومحاولة جادة لمحو آثار الحرب العالمية الثانية". وأشار إلى أن فترة دراسته في دار التوحيد بين عامي 1366 و1368هـ التي استعرت فيها المعارك بين العرب واليهود في فلسطين، وتململ بعض الدول العربية المستعمرة مطالبة بالاستقلال، إضافة لما يتركه بعض الحجاج والمعتمرين من أثر في نفوس من يلتقيهم من أبناء المملكة، مما خلق لدى الطالب سعد البواردي وبعض زملائه شيئا من الحماس والتمرد أحيانا، بدءا من استنكار المجازر اليهودية في فلسطين إلى الاحتجاج على سوء التغذية. وكان الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، قد قلد الأديبين سعد البواردي وعبد الله شباط، وسام الملك عبد العزيز على نشاطهما الأدبي خلال حقبة ثقافية امتدت عقودا، وتسلم البواردي الوسام فيما تسلمه عن الشباط ابنه.

مشاركة :