حضرت، أثناء وجودي في المحكمة ذات صباح واحدة من حالات الزواج التي انتشرت في البلاد، زواج سعودي من لاجئة. لست ضد الزواج من أجنبية لكنني أطالب بأن يكون المتزوج أو المتزوجة منطقيين في حكمهما على الأمور في نقطتين مهمتين. الأولى: هي السن، فعندما يكبر السعودي من تقترن به بـ 20 أو 30 عاما، فهو لا بد أن يفكر ملياً قبل الإقدام على الأمر، لأن هناك شكا في موافقة الطرف الآخر الذي لا تقبل ثقافة مجتمعه زواج أشخاص بينهم هذا الفارق. الأمر الآخر: هو المواصفات الشكلية. عندما يتزوج السعودي بحثاً عن تحسين نسله فهو يتزوج من ستضطر للتنازل عن أمور أهمها ما رزقها الله من جمال، فلماذا تفعل ذلك؟ يعرف كلٌّ منا عشرات القصص عن مصائب حلت بالزوج وزوجته الأولى وأبنائه وبناته. إذاً فالزواج أمر عقلاني وليس عاطفياً كما يظن من يعتقد أنه "لُقطة"، وهو لا "لقطة ولا يحزنون". لقد أنعم الله على هذا الوطن بخيرات كثيرة دفعت أناسا للبحث عن قرينات من خارج الديار، وليس لدى السعودي ما يمنعه من مشاركة تلك الثروة، لكن المصيبة تأتي عندما تتحول عملية الزواج إلى تدبيرٍ أشمل لقتل الزوج وأخذ إرثه. حادثة المهدية التي تعاون فيها العشيق وعشيقته على قتل الزوج للحصول على ما يخلفه من أموال، هي مثال على قضايا أخرى حدثت وستحدث لمن لا يُحكِّمون العقل. لعل أشهر الحوادث لم تصل لدرجة القتل ولكن الابتزاز حصل والسرقة تكررت، والطلاق محتوم بعد بناء البيوت وشراء الضياع. عندما اكتوى أشقاؤنا بنار الحرب في سورية، كان من الضروري أن توضع خطة عامة شاملة لكل ما يمكن أن يواجه السعودية كدولة وقفت مع الشعب ضد الطغيان والقتل والتفجير والتهجير. لعل أوضح معالم تلك الخطة كان لا بد أن يكون وجود مخيمات تحتوي اللاجئين من تلك الدولة. السبب المهم هو أن تبقى القضية راسخة واضحة للشعب، وأن يستمر الكفاح للتحرر من الطاغية، لكن ما يحدث اليوم من استقبال غير مقنن، وانتشار للشباب السوري في المحال والمجمعات والحدائق لن يؤدي إلا للتمسك بالبقاء هنا. فليعد شباب سورية لتحرير بلادهم، بدل أن يصبحوا مشكلة أمنية هنا، ولنُعِد ترتيب البيت قبل أن تظهر جرائم أخرى.
مشاركة :