أعلن وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف السبت توقيف نحو 300 شخص، منذ يناير الماضي في فرنسا، لعلاقاتهم بشبكات إرهابية، مشيدا في الوقت ذاته بالنتائج التي حققتها أجهزته في مواجهة التهديدات. بعد يومين على اعتقال مجموعة من النساء كنّ يُحضِّرْنَ لاعتداء جديد ضد فرنسا، تحدث الوزير برنار كازنوف عن توقيف «293 شخصاً ينتمون إلى شبكات إرهابية منذ مطلع العام». قال كازنوف خلال زيارة إلى شاتورو (وسط): «قمنا بتفكيك عدد كبير من الشبكات، وهذا يعني تجنب مزيد من الاعتداءات»، لكنه لم يوضح ما إذا كانت عمليات التوقيف أدت إلى توجيه تُهم أو سجن بعض المعتقلين أو تخلية سبيل البعض الآخر. وأضاف: «إننا نقوم بتحرك كثيف جدّا، وفي كل لحظة، من أجل حماية الفرنسيين، وإننا نحقق نتائج»، علماً بأن التدابير المتخذة للرد على التهديد الجهادي هي في صلب حملة الانتخابات الرئاسية في ربيع 2017. وقبل ثمانية أشهر على الأقل من الانتخابات، اتهم قسم من المعارضة اليمينية واليمين المتطرف الحكومة الاشتراكية بأنها تفتقد إلى الحزم في المسائل الأمنية ودعا إلى تعديل في القانون للسماح باعتقال متطرفين دون محاكمة. ودافع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي لم يعلن بعد بصورة رسمية ما إذا كان سيترشح إلى ولاية جديدة، لكنه يستعد لذلك على ما يبدو، عما حققه على الصعيد الأمني، طارحاً نفسه ضمانة لدولة القانون. وتعرضت فرنسا منذ يناير 2015 لمجموعة من الاعتداءات الدامية، والتي أعلن تنظيم الدولة مسؤوليته عن معظمها، وأدت إلى مقتل حوالي 240 شخصاً وإصابة مئات آخرين. وبحسب معلومات أمنية مدققة يزداد قيام النساء اللواتي اقتصرت أدوارهن فترة طويلة في الشبكات الإرهابية على تقديم الدعم والمساعدة وبالتالي الإلهام، بأدوار فعالة بلغت حد محاولة تفجير سيارة في وسط باريس. وخلال مؤتمر صحافي الجمعة، لم يتردد مدعي باريس فرنسوا مولينز في الحديث عن «مجموعة إرهابية مؤلفة من شابات تشبعن من الأيديولوجية القاتلة لتنظيم الدولة، وذلك تعليقاً على اعتقال ثلاث شابات في المنطقة الباريسية. ولم تتردد اثنتان منهن لاحظتا أن الأجهزة الخاصة تلاحقهن، في مهاجمة عناصر الشرطة الذين كانوا يرتدون ثياباً مدنية، بسكاكين المطبخ، وقد أصابتا أحدهم بجروح في كتفه، وعثر على بصمات وآثار الحمض النووي لجهادية مفترضة في سيارة بيجو 607 محملة بقوارير الغاز، بعد اكتشافها في نهاية الأسبوع الماضي في وسط باريس. وأكد المدعي العام أن «انتقال شابات يتلقين توجيهات من أفراد موجودين في صفوف تنظيم الدولة في سوريا، يثبت أن هذا التنظيم ينوي أن يجعل من النساء مقاتلات». وأضاف: كان التنظيم يريد أن يقتصر عمل النساء على ما يبدو على المهمات العائلية والمنزلية، لكننا نلاحظ أنه تخطى كثيراً هذه الرؤية اليوم».;
مشاركة :