دراسة: الإمارات قادرة على إجهاض حروب الجيل الرابع «استباقياً»

  • 9/11/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت دراسة استراتيجية أن دولة الإمارات تمتلك كل القدرات والمقومات، لمواجهة ودحض حروب الجيل الرابع بشكل استباقي، لما لديها من استراتيجيات سريعة ومرنة، تواكب المتغيرات الخاصة بطبيعة تهديد هذا النوع من الحروب. تدمير من دون سلاح عرّفت دراسة، تم عرضها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، حروب الجيل الرابع بأنها شكل من أشكال الحرب، التي لا تسعى فيها الدولة المعادية إلى تدمير القوات المسلحة للدولة المستهدفة، عبر مواجهات عسكرية، لكنها تهدف في الأساس إلى هدم الدولة المستهدفة من الداخل. وأوضحت أن أهم تهديدات وتحديات هذا النوع من الحروب، تمثل في اتساع نطاقها ليشمل الدولة بالكامل، والتركيز على الهزيمة المعنوية للخصم بغرض تحقيق النصر، وتجاهل العامل الأخلاقي في الحرب، وأخيراً صعود الصراع السياسي والثقافي والعرقي والديني والتاريخي. حروب الأجيال الثلاثة عرّف محللون استراتيجيون وعسكريون أجيال الحروب الثلاثة السابقة للجيل الرابع، بدءاً من حرب الجيل الأول، وهي الحرب التقليدية بين دولتين، تتواجهان مباشرة بجيشين نظاميين، وفي أرض معارك محددة. أمّا حرب الجيل الثاني، فيعرّفها البعض بـ«حرب العصابات»، التي كانت تدور في دول أميركا اللاتينية، وهي شبيهة بالجيل الأول من الحروب التقليدية، مع اختلاف أن مطلقي النيران ومستخدمي الدبابات والطائرات ليسوا دولاً، إنما عصابات وأطراف متنازعة. وحرب الجيل الثالث يعرفها البعض بالحروب الوقائية أو الاستباقية، كالحرب على العراق مثلاً، وهذا النوع من الحروب تم تطويره من قبل الألمان في الحرب العالمية الثانية، وسمي آنذلك «حرب المناورات»، وتميزت بالمرونة والسرعة في الحركة، واستخدم فيها عنصر المفاجأة، وأيضاً الحرب وراء خطوط العدو. وتعتمد حروب الجيل الرابع اعتماداً أساسياً على عوامل عدة، لخصتها الدراسة، التي تم عرضها في مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، في انتشار الفساد، والركود الاقتصادي، وسوء الأحوال المعيشية، وانخفاض مستويات التعليم، وتفشي الجهل، والتضييق السياسي، وسوء التعامل الأمني، وعدم نزاهة الانتخابات، مشددة على أن الإمارات ودول الخليج بعيدة كل البعد عن هذه العوامل، ما يجعل تسلل هذا النوع من الحروب إليها أمراً مستحيلاً. وتفصيلاً، أكدت دراسة استراتيجية أجراها المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا في جمهورية مصر العربية، لواء طيار أركان حرب هشام الحلبي، أن الإمكانات التكنولوجية والاقتصادية الهائلة التي تتمتع بها الإمارات، تجعل بناء استراتيجيات صد وإجهاض الجيل الرابع من الحروب، واقعية وقابلة للتنفيذ الفعلي إلى حد كبير، وليست مجرد نظريات علمية جوفاء. وقال الحلبي، لـ«الإمارات اليوم»، إن الإمارات من أكثر دول المنطقة قدرة على مواجهة حروب الجيل الرابع وإجهاضها استباقياً، لما تمتلكه من قدرات وإمكانات ومقومات عالية للوعي المجتمعي والسياسي، لأنه عند إعداد أي استراتيجية لمواجهة حروب الجيل الرابع، يجب أن تكون أدواتها موجودة بالفعل، وجزء كبير منها يمكن تنفيذه، وإلّا ستكون مجرد نظريات. وأضاف: «حروب الجيل الرابع تعتمد اعتماداً أساسياً على عوامل عدة، أهمها: انتشار الفساد، والركود الاقتصادي، وسوء الأحوال المعيشية، وانخفاض مستويات التعليم، وتفشي الجهل، والتضييق السياسي، وسوء التعامل الأمني، وعدم نزاهة الانتخابات، وهذه العوامل تسبب احتقاناً داخل المجتمع، يقود بشكل طبيعي إلى إفراز رغبة حقيقية لدى الشعب في التغيير»، مشدداً على أن الإمارات ودول الخليج بعيدة كل البعد عن هذه العوامل، لما تتمتع به من رخاء وتناغم وتلاحم مجتمعي وتطور وتقدم علمي واقتصادي، ما يجعل تسلل هذا النوع من الحروب إليها أمراً مستحيلاً»، حسب تأكيده. وأوضح أن هناك أربع استراتيجيات، تمكن الدولة من التصدي لما يسمى الجيل الرابع من الحروب، يتم تنفيذها بالتوازي على المستويات: السياسي (داخلياً وخارجياً)، والعسكري – الأمني، والاجتماعي: (ثقافي – إعلامي – تعليمي)، والاقتصادي. وكشف الحلبي عن سبعة أسباب دولية، أدت إلى استحداث هذا النوع من الحروب، أولها تصارع القوى الكبرى على الشرق الأوسط، والثاني وجود عدد من التحالفات العسكرية تقودها دول غربية، والثالث ازدواجية المعايير في التعامل مع قضايا المنطقة، والرابع محاولة زيادة الإخلال بتوازنات القوى في المنطقة، والخامس التنوع في استخدام الضغوط بهدف التأثير في الإرادة السياسية، والسادس النشاط المكثف للمنظمات الدولية في المنطقة، وأخيراً صعوبة السيطرة على وسائل الإعلام الغربية. وأوضح أن الركائز الاستراتيجية للتصدي لحروب الجيل الرابع تمحورت في ستة محاور، هي: الفهم الجيد لطبيعة حروب الجيل الرابع، وسرعة تحليل وفهم المتغيرات في دوائرها المختلفة، ووجود مخزون تاريخي ضخم لدول المنطقة من الكفاح والتصدي لقوى الشر، ووجود قوات مسلحة محترفة تواجه التهديدات (تقليدية – غير تقليدية)، ومساندة القطاعات المدنية، والتعاون العسكري بين دول المنطقة، واستغلال ارتباط مصالح القوى الدولية والإقليمية بالمنطقة.

مشاركة :