مكملات مهمة لنمو الأطفال

  • 9/11/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

ربما تعتقد الأم بوجود وصفة غذائية محددة لطفلها، يقوم الطبيب المختص بكتابتها بدقة، وتسير عليها لفترة زمنية معينة، وهذا الاعتقاد خاطئ، حيث لا توجد ثوابت غذائية تناسب كل طفل، لكن هناك بعض العناصر والمعادن والفيتامينات التي يجب أن تتوافر في الغذاء المتوازن، وهذه العناصر ضرورية لنمو الطفل بالشكل الصحي السليم، ويوجد بعض الأطعمة المحظورة على الطفل في عامه الأول، مثل الملح والسكر، فيجب أن تمتنع الأم عن هذين العنصرين في تغذية الطفل، وإذا لاحظت الأم نقص وزن الطفل فعليها التوجه إلى الطبيب لمراجعة الوزن، ووصف بعض الأدوية الفاتحة للشهية، في حالة التأكد من نقص الوزن طبقاً للمرحلة العمرية للطفل والوزن المفروض في هذه المرحلة، وفواتح الشهية تلعب دوراً كبيراً في إقبال الطفل على الطعام، وتحقق نتائج ملموسة. الأهم من ذلك أن تقوم الأم كل فترة بمراجعة الطبيب المعالج لطفلها، وهذه الفترة يمكن أن تتراوح بين ثلاثة أو أربعة أشهر، لمعرفة بعض التفاصيل المهمة لعملية النمو، وتسجيل بيانات درجات النمو في ملف الطفل الخاص، لمقارنة ذلك بالمقاييس الطبيعية لعمره، ومن هذه البيانات الطول والوزن ومحيط الرأس، وكذلك قدراته الحركية من محاولات الزحف والمشي، ولا مانع من قياس القدرات الذهنية والإدراكية، والطبيب إذا شك في أي خلل ولو بسيط في هذه النواحي، سيقوم بكتابة الأدوية اللازمة للعلاج، مع توجيه النصيحة للأم في كيفية التغذية المناسبة لحالة هذا الطفل، والنصيحة المستمرة من جميع المتخصصين هي استمرار الأم في عملية الرضاعة الطبيعية، حتى بلوغ الطفل مرحلة عمرية متقدمة، قد تكون طوال أشهر من السنة الثانية، أو حتى نهايتها، وكلما تقدم الطفل في العمر، كان الأفضل التنويع في الغذاء، والإكثار من الوجبات والتقليل من مرات الرضاعة، حتى يسهل على الطفل ترك لبن الأم بالتدريج والوصول إلى عملية الفطام التام والاعتماد على الغذاء. وتوضح بعض الدراسات المتخصصة في تغذية الأطفال أنه يجب على الأم الامتناع عن تقديم العسل لطفلها في السنة الأولى، وذلك لأن العسل يمكن أن ينقل بعض الأمراض للطفل عن طريق أرجل النحل التي يمكن أن تكون ملوثة ببعض الميكروبات، وتنقل هذا التلوث إلى العسل، وعندما يتناوله الطفل في هذا العمر الصغير، لا يستطيع أن يقاوم الأمراض لضعف جهازه المناعي، كما يحذر بعض المتخصصين أيضاً من تناول الطفل للحليب وبياض البيض قبل بلوغه عامه الأول لأنهما ربما يسببان نوعاً من الحساسية للطفل، وأيضاً قد يؤديان بعض الأضرار في الجهاز الهضمي، مثل حدوث نزيف داخلي يترتب عليه نقص في عنصر الحديد والإصابة بالأنيميا. وتحذر الكثير من الدراسات من تأثيرات عملية الفطام المفاجئ على الطفل، من الناحية الغذائية والناحية النفسية أيضاً، لأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى رفض الطفل تناول الغذاء، أو تناول كميات صغيرة لا تفي باحتياجاته للنمو السليم، فيجب اتباع أسلوب التدرج في عملية الفطام، حتى يعتمد الطفل على الغذاء تدريجياً ويقلل من عدد الرضعات، حيث يكون الطفل في مرحلة لم يتعود على الاعتماد بصورة كبيرة على الأطعمة العادية، واعتماده الأساسي على لبن الأم، والفرق بينهما في القيمة الغذائية كبير، فلبن الأم يحتوي على عناصر غذائية عالية القيمة، بينما الأطعمة العادية ليست بذات المستوى الغذائي للبن الأم، وهنا تكمن الخطورة لأنه سيفقد الكثير من وزنه عند الفطام، حتى يتعود على هذه الأطعمة الجديدة ومذاقها الغريب بالنسبة له. ويمكن للطفل تناول الماء بعد سن 3 أشهر، بشرط أن يكون مغلياً جيداً أو نوعاً من المياه المعدنية، كما يمكن للأم العاملة أن تقوم بعملية اشتفاف اللبن وحفظه وتخزينه في الثلاجة، حتى يتسنى للطفل تناوله في حال غيابها مدة زمنية بعيداً عنه، ولأن الجهاز الهضمي في هذه المرحلة لا يتحمل أي أطعمة أو أغذية غير لبن الأم أو اللبن الصناعي لمن يرفضون لبن الأم، وعندما يصل الطفل إلى 10 شهور يمكن أن تقدم له الأم أنواعاً من اللحوم، على أن تكون هذه اللحوم مسلوقه فقط، وخالية تماماً من الدهون، والكمية المفروضة في اليوم من اللحوم يمكن أن تصل إلى 45 جراماً فقط، وإذا قدمت الأم للطفل أنواع السمك فيجب أن تكون مسلوقة أيضاً، وعلى الأم الامتناع عن استخدام الزيت والسمن في عملية إعداد طعام الطفل حتى يبلغ عامه الأول، وتحاول أن تكثر من الغذاء الذي يحتوي على عناصر الحديد والزنك، مثل البلح وعصير البرتقال والتين. وتنصح الدراسات الأم بتنويع الوجبات الغذائية للطفل، باحتوائها على طعام مختلف وجديد في كل مرة، لمعرفة نوع الطعام الذي يفضله، ومعرفة أي الأطعمة تسبب له نوعاً من الحساسية، وربما يقبل على نوع من الطعام في وقت ويرفضه في وقت آخر، ولا تجبر الأم طفلها على تناول طعام معين ومحدد، ظناً منها أنه مهم ومفيد لعملية نمو طفلها، فقط تتركه هو من يقرر اختيار طعامه الذي يتناوله، وهي تراقب وترى وتلاحظ، كما توصي الدراسات بأهمية وجبة الإفطار للطفل، والتي يجب أن يتعود عليها الطفل وتكون وجبته الأساسية والرئيسية، وتعدها الأم بشكل متنوع ومتوازن ومتكامل، لما لها من أهمية قصوى في عملية النمو، وإمداد خلايا المخ بالغذاء اللازم والضروري لهذه المرحلة التي تعتبر من مراحل تكوين جميع خلايا الجسم، ومنها خلايا المخ بصفة خاصة. والاعتدال في تقديم الوجبات مهم كما أكدت الدراسات، فيجب للأم أن تراعي أن تكون الوجبة المقدمة للطفل كافية لاحتياجات الجسم، فلا يكون هناك زيادة فيها ولا نقص، والسبب أن النقص سوف يقود الطفل إلى الإصابة بأمراض سوء التغذية وحدوث مشاكل صحية، وأما الزيادة في التغذية أيضاً فتصيب الطفل بنوع من زيادة الوزن والسمنة، وتسبب له مشاكل صحية عاجلاً أم آجلاً، ولذلك ينصح الخبراء بالتوازن في تقديم الوجبات، واحتوائها على عناصر غذائية مهمة، مثل البروتين وهو موجود في اللحوم والدجاج والسمك والبسلة والفول واللوبيا والبيض، والنشويات مثل البطاطس والمعكرونة والأرز والخبز، وهذه النشويات تمدّ الطفل بالطاقة اللازمة، ويستمد الطفل الفيتامينات والمعادن من كل أنواع الفواكه والخضراوات، أم المواد الدهنية فموجودة في كل من الزيوت المتنوعة، ويفضل زيت الزيتون، ويفضل ألا يتعرض الزيت للنار، ويمكن وضعه على الطعام مباشرة. والكثير من الأمهات تنسى تقديم المياه لطفلها خلال اليوم، ومن المهم أن يتناول الطفل الكمية اللازمة من الماء خلال اليوم، ويجب على الأقل أن يشرب من خمسة إلى سبعة أكواب من الماء يومياً، ويجب أن تبتعد الأم عن الغذاء المجهز صناعياً، والمضاف إليه ألوان صناعية أو مواد حافظة، مثل شرائح البطاطس المقرمشة والتي يقبل عليها الأطفال، فهي تم تجهيزها بواسطة زيت القلي، المستخدم عدة مرات، وقد يكون أحد مسببات السرطانات، كما أنه مضاف إليه بعض النكهات والمواد الحافظة، والتي تسبب مشاكل صحية للطفل الصغير، فالأفضل أن تعد الأم الطعام المسلوق والمتنوع تحت إشرافها، وبالمواصفات التي وضعتها الجهات المختصة والأطباء في هذا الشأن. فيجب على الأم محاولة تعويد طفلها منذ شهور الرضاعة الأولى على شرب الماء أفضل من العصائر المحلاة بالسكر، وإذا أصر الطفل على تناول بعض العصير فلا مانع من تناوله في كوب، لسببين الأول أن الصغير سيظل يشرب من علبة العصير حتى تنتهي، أما في الكوب فسوف تحدد الأم الكمية اللازمة لطفلها، والثاني يمكن أن تكون علبة العصير الجاهزة فاسدة أو تحتوي على نوع من الصدأ والتغير في اللون، وبذلك يمكن للأم ملاحظتها وتغييرها إذا كانت غير صالحة، ومعظم الأطفال قد يكونون متعبين في عملية التغذية، ويفضلون ألواناً معينة وملمساً محدداً للطعام، والقليل جداً منهم من يقبل على كافة أنواع الغذاء، والأهم أن تحاول الأم تعريف طفلها بالحلويات في سن مبكرة، وإبعادهم أطول فترة عن تناول أنواع الحلويات المختلفة. وأوضحت بعض التقارير العلمية أن الكثير من الأمهات لا تهتم أو ليست على علم كافٍ بالعناصر الغذائية التي يجب أن تقدمها في الأطعمة المعدة للطفل، ومدى احتواء مكونات هذه الأطعمة على البروتينات والفيتامينات والعناصر الغذائية اللازمة، والضرورية في مراحل عمر الطفل الأولى والتي يحتاج إليها لعملية النمو بالمعدل الطبيعي السليم والصحي المطلوب، وفي معظم الأحيان لا يحصل الطفل على ما يكفيه من بعض الفيتامينات في مرحلة نموه الأولى مثل فيتامين أ وج ود، ويصعب الحصول عليها من الغذاء فقط، ولذلك يقوم الطبيب المعالج للطفل بإعطاء هذه المكملات الغذائية عن طريق الأدوية للطفل خاصة في الأشهر الأولى، وينصح الأم بالاستمرار فيها حتى بلوغ الطفل مرحلة متقدمة من السن يستطيع فيها أن يحصل على هذه المكملات من الغذاء الطبيعي. ومن الفيتامينات الهامة التي يجب أن تتوفر في غذاء الأطفال، هي فيتامين A وهو مهم للطفل، فهو يعمل على تقوية جهاز المناعة ضد الكثير من الأمراض، وتقوية النظر والأسنان، ويضبط إيقاع عمل الغدد التي تفرز العصارة الهاضمة، ويساعد على انقسام خلايا المخ والرئة، ويساهم في إنتاج كرات الدم البيضاء، ويوجد في كل أنواع الخضراوات وفي البطيخ والشمام والكبد، وأيضاً فيتامين B الذي يلعب دوراً مهماً في تنمية ذكاء الطفل، ومهماً أيضاً لسلامة القلب والأوعية الدموية، ويساعد في تكوين كرات الدم الحمراء، وبالتالي يعمل على مقاومة فقر الدم والإصابة بالأنيميا، يساهم بشكل كبير في نمو الدماغ، يحافظ على صحة الجهاز العصبي، وكذلك إنتاج الطاقة اللازمة للجسم، ويزيد من نشاط الدورة الدموية، ويوجد هذا الفيتامين في اللحوم والدواجن والكبد ومنتجات الحليب والسبانخ والفواكه الحمضية كالبرتقال والليمون، والبقوليات والحبوب الكاملة. ومن الفيتامينات المهمة أيضاً للطفل في مراحل نموه الأولى فيتامين هـ وهو من الفيتامينات المضادة للأكسدة، ومهمته حماية خلايا الجسم من التدمير والتلف، والوقاية من أمراض السرطانات المختلفة، ولهذا الفيتامين دور مهم لحماية القلب من الأمراض، ويقي الطفل الكثير من المشاكل الصحية، كما أن له تأثيراً كبيراً في تقوية جهاز المناعة عند الأطفال، ويحافظ على الأظافر ويساعد على نمو الشعر ومنعه من التساقط، والأهم أن هذا الفيتامين له دور كبير في إنتاج وتكوين خلايا الدم الحمراء والبيضاء أيضاً، ويعمل على ضبط معدلات ومستويات الجلوكوز في المخ، ويحمي الجسم من تأثيرات المواد الضارة، وله دور أيضاً في زيادة معدلات الذكاء عند الأطفال، ويوجد فيتامين هـ بوفرة في المكسرات وبخاصة اللوز بدرجة وفيرة، كما يوجد في السبانخ والقمح والفاصوليا والبيض وفول الصويا. ويعتبر الكالسيوم من أهم المعادن التي يجب حصول الطفل عليها كما أوضحت الأبحاث، وهو ضروري لنمو العظام والأسنان، ويتواجد في الجسم عموماً بكميات كبيرة، حيث يمثل 2.5 من وزن جسم الإنسان، وفي مراحل عمر الطفل الأولى يصبح ضرورياً لتقوية العظام والأسنان، وأيضاً للكالسيوم دور كبير في الحفاظ على سلامة وصحة وعمل القلب وتنظيم ضرباته، ويقي الطفل من حدوث تجلط الدم، ومهمته الأساسية هي بناء ونمو عظام وأسنان الطفل، وله دور رئيسي في عملية انقباض العضلات الإرادية، كما يعمل الكالسيوم على تنشيط عمل بعض الأنزيمات، كأنزيم الليباز الذي يعمل على هضم الدهون، ويتوفر عنصر الكالسيوم في منتجات الألبان عموماً بنسب عالية، وهي أهم مصادر الكالسيوم بالنسبة للأطفال في بداية نموهم، ويوجد الكالسيوم أيضاً في الفواكه، وخاصة عصير البرتقال الطبيعي، والبقوليات، والخضراوات كالبقدونس والكرنب والبروكلي واللفت، وبعض أنواع المُكسرات كاللوز، وفي الأسماك الصغيرة، وسمك السلمون المجهز.

مشاركة :