كوريا الشمالية تؤكد أنها لن ترضخ «للابتزاز» الأميركي

  • 9/11/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت كوريا الشمالية اليوم (السبت)، أنها لن ترضخ «للابتزاز» الأميركي غداة تجربتها النووية الخامسة التي لقيت إدانة دولية واسعة. وكتبت الصحيفة الرسمية للحزب الحاكم في بيونغيانغ «رودونغ سينمون»، أن «الزمن الذي كانت فيه الولايات المتحدة تستطيع ممارسة ابتزاز نووي أحادي الجانب لجمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية (الاسم الرسمي لكوريا الشمالية) ولّى»، وأضافت أن «الولايات المتحدة غاضبة من الإجراءات العسكرية القوية التي اتخذتها جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية تدريجاً». وأكدت كوريا الشمالية أمس، أنها نجحت في اختبار رأس نووي يمكن تحميله على صاروخ. وذكرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية أن الاختبار الأخير سمح لبيونغيانغ بامتلاك قدرة على تصغير قنبلة نووية لوضعها على صاروخ. وجرت التجربة في ذكرى تأسيس كوريا الشمالية في العام 1948. ودان مجلس الأمن التجربة النووية الخامسة التي أجرتها كوريا الشمالية، وقرر إعداد قرار جديد يفرض عقوبات جديدة على بيونغيانغ. وفي بيان تبنّته بالإجماع، قالت الدول الـ15 الأعضاء في المجلس، بما فيها الصين حليفة كوريا الشمالية، أنها «ستبدأ العمل فوراً على اتخاذ الإجراءات المناسبة بموجب المادة 41 من ميثاق الأمم المتحدة وعلى قرار للمجلس». وتتعلق المادة 41 بـ «إجراءات لا تتضمن استخدام القوة المسلحة». وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم، إنه يتعين على المجتمع الدولي إيجاد وسائل جديدة للرد على تجارب كوريا الشمالية النووية لنزع فتيل التوترات، بدلاً من مجرد فرض مزيد من العقوبات عليها. وأضاف لافروف في مؤتمر صحافي في جنيف، أن «الوضع الراهن يثبت أنه يجب على الديبلوماسيين أن يكونوا أكثر إبداعاً من مجرد الرد بفرض عقوبات ثم عقوبات على أي تفاقم للوضع»، وتابع: «من السابق لأوانه دفن المحادثات السداسية. يجب أن نبحث عن طرق تسمح لنا باستئنافها». في المقابل، قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الولايات المتحدة عرضت مراراً على كوريا الشمالية إجراء محادثات، لكن عليها أن تقبل بنزع السلاح النووي، وهو ما رفضته. وأضاف كيري: «عرضنا مبادرة تلو الأخرى على ديكتاتور كوريا الشمالية»، موضحاً أنه يأمل في نهاية الأمر بالوصول إلى نتيجة مماثلة لما حدث في المحادثات النووية في إيران. وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا حضت مجلس الأمن أمس، على فرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية بسبب خامس وأكبر تجربة نووية لها. وحذر الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس، من أن واشنطن تريد التعاون مع شركائها في الأمم المتحدة لفرض عقوبات جديدة على كوريا الشمالية التي أعلنت إجراء تجربة نووية خامسة، مندداً بـ «تهديد للسلام العالمي». وذكر بيان للبيت الأبيض أن أوباما قال: «اتفقنا على العمل مع مجلس الأمن والمجموعة الدولية لتفعيل الإجراءات القائمة المفروضة ضمن قرارات سابقة، واتخاذ إجراءات مهمة إضافية، خصوصاً عقوبات جديدة». وتعد التجربة التي أجريت في الذكرى الـ68 لتأسيس كوريا الشمالية، أقوى من القنبلة التي ألقيت على مدينة هيروشيما اليابانية، وفقاً لبعض التقديرات. وفي المقابل، قالت رئيسة كوريا الجنوبية باك غيون هاي، التي لا تزال في لاوس بعد انتهاء قمة لزعماء آسيويين هناك، إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون يبدي «استهتاراً مجنوناً» بتجاهله التام دعوة العالم له الى التخلّي عن تطوير الأسلحة النووية. وقالت الصين، الحليف الديبلوماسي الكبير الوحيد لبيونغيانغ، إنها تعارض بشدة التجربة، كما تحضّ بقوة كوريا الشمالية على التوقف عن القيام بأي أفعال تفاقم الموقف. ونددت بريطانيا بالتجربة وقالت إنها ستتشاور مع شركائها الدوليين لاتخاذ رد فعل قوي. وفي ألمانيا، قال ناطق باسم وزارة الخارجية إن بلاده ستستدعي على الأرجح سفير كوريا الشمالية بعد إجراء التجربة. وفي بروكسيل، دان الأمين العام لـ «حلف شمال الأطلسي» (ناتو) ينس ستولتنبرغ، بشدة التجربة النووية وقال إن على بيونغيانغ التخلي عن جميع نشاطاتها النووية وبرامجها للصواريخ الباليستية. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني، إن التجربة النووية انتهاك لقرارات الأمم المتحدة وتهديد للسلام في آسيا. ولفتت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة، إلى أن التجربة النووية «انتهاك صارخ لقرارات عدة لمجلس الأمن»، وتتجاهل مطالب المجتمع الدولي المتكررة. وتجري كوريا الشمالية تجارب إطلاق صواريخ بمعدل لم يسبق له مثيل هذا العام. والقدرة على وضع رأس حربي نووي على صاروخ أمر يبعث على القلق، لا سيما بالنسبة الى جارتيها كوريا الجنوبية واليابان.         

مشاركة :