دكا -(أ ف ب): أعلن مسؤولون في بنجلاديش أمس السبت مقتل 25 شخصا على الأقل وجرح سبعين آخرين في حريق هائل نجم عن انفجار مرجل في مصنع للتغليف في شمال العاصمة دكا بحسب مسؤولين فيما يجتهد الإطفائيون لإخماد النيران. وكان حوالي مائة شخص يعملون في مبنى معمل «تامباكو فويلز ليمتد» المؤلف من أربعة طوابق عند وقوع الانفجار في مدينة تونجي الصناعية التي تبعد بضعة كيلومترات شمال العاصمة. وأفاد برويز ميا الطبيب في مستشفى تونجي العام لوكالة فرانس برس أن حصيلة القتلى ارتفعت إلى 25 شخصا، بعد أن كانت 22، مضيفا أن سبعين شخصا على الأقل جرحوا في الحريق. كما صرح مفتش الشرطة أمين الإسلام لوكالة فرانس برس «ما زلنا نحاول السيطرة على النيران ونخشى أن يكون عدد من العمال عالقا في المصنع حتى الآن». أضاف برويز ميا أن «معظم الضحايا مصابون بحروق، وأرسلنا الذين يعانون من إصابات خطيرة إلى مستشفيات دكا» موضحا أن «إصابات بعضهم حرجة جدا». وروى اختصاصي الكهرباء في المصنع محمد روكون الذي نفد من الحريق بإصابات طفيفة لوكالة فرانس برس في سريره في المستشفى «كنت أعمل في المكتب عندما سمعت انفجارا وشعرت باهتزاز. فجأة بدأ السقف ينهار على رأسي». تابع «كدت أفقد الوعي لكنني تحاملت على نفسي للخروج مستخدما النور من هاتفي المحمول». كذلك قال مشغل الآلات روبيل حسين الذي كان يوشك على دخول المصنع عند وقوع الانفجار «سمعت دويا هائلا ورأيت الدخان والنيران تنبعث من المصنع». أضاف والدموع تنهمر على خديه «أشعر بأنني محظوظ وبالأسى في الوقت نفسه»، فيما انهمك في مساعدة الجرحى الكثيرين المتوافدين إلى المستشفى وبدت بقع دم على ملابسه. ووقعت المأساة أثناء استعداد العائلات للاحتفال بعيد الأضحى. وقالت خالدة بيغوم التي قتل شقيقها العامل بالمصنع في الحادث «قال لنا أخي دلوار حسين إنه سيصطحبنا إلى مسقط رأسنا في شربور. الآن سوف يدفن هنا». أضافت أن «عائلتنا لن تحتفل بالعيد بعد الآن». وعزا تحميد الإسلام من وحدة الشرطة الصناعية في بنجلاديش السرعة الكبرى لانتشار الحريق الذي اندلع في الساعة الـ06.00 (منتصف الليل بتوقيت جرينتش) إلى تخزين مواد كيميائية في الطابق الأرضي للمصنع على ما يبدو. وقال لوكالة فرانس برس «قيل لنا إنه كانت هناك مواد كيميائية مخزنة في الطابق الأرضي، ما أدى إلى انتشار ألسنة اللهب بسرعة كبيرة»، موضحا أن عددا كبيرا من رجال الإطفاء لا يزالون يحاولون السيطرة على الحريق. وأفاد موقع الشركة على الإنترنت أن إنتاج معمل التغليف يذهب إلى شركات دولية ومحلية بينها الشركة البريطانية الأمريكية بنغلادش المحدودة للتبغ وشركة نستله بنغلادش المحدودة. كما أكد رئيس دائرة تفتش المصانع في بنغلادش سيد أحمد تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب اندلاع الحريق، موضحا أنها «ستحقق في سبب اندلاع الحريق وتتقصى إن كان المصنع مقصرا في إجراءات السلامة. كما أنها ستقترح وسائل لتعزيز سلامة المصانع المحلية». غالبا ما تقع حوادث وحرائق في المصانع التي تشكل أساس صناعة الملابس التي تؤمن عائدات بـ27 مليار دولار للبلاد وتضعها في المرتبة الثانية للدول المصدرة للملابس بعد الصين. في نوفمبر 2012 قتل 111 عاملا على الأقل عندما أتى حريق ضخم على مصنع للملابس من تسع طبقات في منطقة أشوليا الصناعية على مشارف العاصمة دكا. وتلا الحادث مأساة أكبر بعد ستة أشهر عندما لقي 1138 شخصا مصرعهم في انهيار مجمع لإنتاج الملابس علق تحت أنقاضه ثلاثة آلاف عامل. وأثارت المأساة التي وقعت في مجمع «رانا بلازا» استنكارا عالميا وأدت إلى ضغوط على المصنعين الأوروبيين والأمريكيين لتحسين الرواتب وظروف العمل في المصانع التي تزودهم بالملابس.
مشاركة :