فقه الاستضعاف بين النظرية والتطبيق

  • 9/11/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لو أردنا أن نجمع النصوص التي تتكلم عن السياسة التي يباح للأمة اتباعها مع أعدائها إبان ضعفها من قبل المتصدرين للقيادة في شتى المجالات لوجدنا هذه النصوص كثيرة ولكنها متناثرة وغير مبوّبة تبويباً منهجياً. وأكثر القيادات السنية منذ احتلال العراق وإلى اليوم لم تعتمد فقه الاستضعاف كمنهجية شرعية تخرج من خلاله مواقفها المتعددة وفي شتى الميادين. لذالك نجد أغلب القيادات تتخذ من المواقف الحازمة والقوية مع الخصوم منهجاً لها وأسلوباً تتبعه هذه القيادات تارة لترضي جمهورها السني وتارة بسبب المبادئ التي تؤمن بها هذه القيادات (كعزة المسلم، والأخذ بالعزيمة، والغيرة على المكون..)، وأحياناً لا هذا ولاذاك وإنما يتم اتخاذ المواقف القوية بشكل عشوائي غير مدروس! وكل هذه المواقف القوية والحازمة اتخذتها بعض القيادات السنية بعد الاحتلال لعدد من السنوات ثم ما لبثت أن اختفت هذه المواقف باختفاء هؤلاء القادة بسبب استهدافهم وتغييبهم تارة بالاعتقال وتارة أخرى بالاغتيال السياسي. ثم جاءت ثلة من القيادات على مستوى المحافظات وعلى المستوى الوطني لا تتقن سوى المواقف الضعيفة المترددة حتى أصبح الضعف هو السمة الأبرز للمواقف التي قامت بها القيادات السنية في مرحلة ما بعد داعش. ولم تقم هذه القيادات بهذه المواقف اعتماداً منها على فقه الاستضعاف لأنها - أي هذه القيادات - لم تعتمد على خلفية شرعية لمواقفها، وإنما وقفت تلك المواقف وبدأت بعدها تبحث عن التأصيل الشرعي لتخفي وتبرر من خلاله ضعفها الواضح. بل إن الكثير من القيادات السنية من لا يستحي من مواقفه الضعيفة ولا يبحث عن فقه أو نص يستند اليه لأنهم يعتبرون هذه النصوص قيوداً تمنع تحررهم وانبطاحهم أمام الخصوم والأعداء. ما أعتقده الخلاصة من كلامنا هذا: أنه لابد من جمع النصوص الشرعية التي تبيح للأمة في مرحلة الاستضعاف ما لا تبيحه لها في مرحلة القوة والتمكين وتنظيمها بشكل يؤصل لما يسمى (بفقه الاستضعاف). على أن نضمن استخدام هذا الفقه بشكل سليم يحفظ للأمة بيضتها ويحافظ على وجودها. ملحوظة: التدوينات المنشورة في مدونات هافينغتون بوست لا تعبر عن وجهة نظر فريق تحرير الموقع.

مشاركة :