المواطن واس يقوم حجاج بيت الله الحرام، لدى مبيتهم في مزدلفة، اليوم، بعد النفرة من عرفات، بجمع حصيات لرمي جمرة العقبة بها، والحصيات التي يجمعها الحاج لرمي الجمرات ذات مواصفات معينة في حجمها؛ بحيث تكون مقاربة لحجم حبة الحمص، وتكون سبع حصيات لكل جمرة من الجمرات الثلاث. وسميت بـ جمرة، مستمدة من معنى اجتماع القبيلة الواحدة على من ناوأَها من سائر القبائل، ومن هذا قيل لمواضع الجِمَارِ التي ترمى بِمِنًى جَمَراتٌ لأَن كلَّ مَجْمَعِ حَصًى منها جَمْرَةٌ، فالجَمَراتُ والجِمارُ هي الحَصياتُ التي يرمى بها في الجمرات، وواحدتها: جَمْرَةٌ، والمُجَمَّرُ: موضع رمي الجمار هنالك. وقد سُئل أَبو العباس عن الجِمارِ بِمِنًى؛ فقال: أَصْلُها من جَمَرْتُه ودَهَرْتُه: إِذا نَحَّيْتَهُ، والجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك، وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ. والجَمْرَةُ: الحصاة والتَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ، وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى، فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ، وقيل: لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة، وهي اجتماع القبيلة على من ناوأَها؛ وقيل: سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع، ومنه الحديث: إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه. والجمرات الثلاث في منى، هي عبارة عن أعمدة حجرية بيضاوية الشكل وسط أحواض ثلاثة، تشكل علامات للأماكن التي ظهر بها الشيطان، ورماه سيدنا إبراهيم عليه السلام. وكانت الأحواض التي حول الأعمدة قبل إنشاء جسر الجمرات، قد بنيت بعد سنة 1292هـ، لتخفيف الزحام، ولجمع الحصى في مكان واحد، وكان حوض جمرة العقبة بني من جهة واحدة، وذلك لأن هذه الجمرة كانت ملاصقة لجبيل صغير، ولما أزيل الجبيل لتوسعة الشارع بقي الحوض على شكل نصف دائرة، ونظراً لتزايد الحجاج أنشئ جسر الجمرات السابق بعد سنة 1383هـ. وتواصلت جهود المملكة في خدمة المشاعر المقدسة، ومنها تطوير جسر الجمرات، حيث تمت توسعته أكثر من مرة حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود رحمه الله -، حيث تم إزالة الجسر القديم وإقامة جسر ضخم، وتطوير منطقة الجمرات بتخطيط هندسي تكلفته بلغت أكثر من 4 مليارات ريال، ويتكون من من طابق سفلي وأربعة طوابق علوية بمخارج متعددة يراعي حركة الحجيج، ويوفر الخدمات الأمنية والصحية والنقل والنظافة، فحقق النجاح بتيسير رمي الجمار لملايين الحجاج، بفضل الله وتوفيقه.
مشاركة :