اعترف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان انه اتصل هاتفيا بمسؤول كبير في شركة اعلامية خاصة كبرى ليطلب منه ان ترفع قناة اخبارية مملوكة لتلك الشركة هي تلفزيون خبر ترك تعليقات من خطاب أحد زعماء المعارضة. ونشرت على الانترنت في وقت سابق تسريبات لتسجيل للمكالمة أظهرت ان المسؤولين التنفيذيين عن التغطيات الاعلامية يحورونها ويتلاعبون باستطلاعات الرأي العام ويقيلون الصحفيين بضغط من الحكومة. وأظهر مقطع صوتي وضعه شخص لم يذكر اسمه على موقع للتواصل الاجتماعي على الانترنت اردوغان يتصل بمحمد فاتح سراج نائب رئيس مجلس ادارة مؤسسة جينير يايين القابضة في يونيو حزيران 2013 ويحثه على إزالة تعليقات نقلت عن زعيم حزب الحركة القومية التركي المعارض. ورد سراج قائلا "مفهوم سيدي. كما تريد سيدي." ومثلت الاحتجاجات التي شهدتها تركيا في الصيف أحد أكبر التحديات لحكم اردوغان منذ ترقي حزبه العدالة والتنمية الى السلطة قبل أكثر من عشر سنوات. واعترف اردوغان في مؤتمر صحفي باسطنبول يوم الثلاثاء (11 فبراير ) بأنه اتصل بمسؤول اعلامي كبير أثناء زيارة رسمية للمغرب في يونيو حزيران لبحث التغطية الاعلامية لتعليقات زعيم معارض لكنه أضاف انه فعل ذلك للفت الانتباه الى حقيقة انه تعرض لاهانة. وشبه دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القومية المعارض اتصال اردوغان بالمسؤول الاعلامي بأنه "قتل للديمقراطية". وقال "رئيس الوزراء اردوغان ..الذي لم يستطع حتى التسامح مع تعليقات تلفزيونية على موقف حزب الحركة القومية.. تدخل بطريقة لا تستخدمها سوى الحكومات الاستبدادية....هذا قتل للديمقراطية." ولم يعلق رئيس تحرير صحيفة خبر ترك فاتح الطايلي مباشرة على كل التسريبات لكنه قال إن التسجيلات الخاصة باستطلاع الرأي والذي تضمن صوته منزوع من سياقه. لكنه أقر بأن بضعة صحفيين فصلوا نتيجة ضغط من الحكومة. وقال الصحفي المختص في الشؤون السياسية فيلي تبراك "لم تعد تر الكثير من الصحفيين يوجهون أسئلة (في المؤتمرات الصحفية). أهم واجب للصحفي هو توجيه أسئلة بشأن الموضوع. أصبحت القدرة على توجيه أسئلة الآن أمرا شاذا." ورغم الاحتجاجات الشعبية الواسعة على حكمه وعلى أسلوبه يصور أردوغان نفسه على أنه حرر تركيا على مدى السنوات العشر الأخيرة من أغلال قوى لا تخضع لأية محاسبة من الجيش الذي تدخل للإطاحة بأربع حكومات في النصف الثاني من القرن العشرين إلى نفوذ رجل الدين المقيم في أمريكا فتح الله كولن أخيرا.
مشاركة :