أبوظبي (وام) أكدت نشرة «أخبار الساعة» أن دولة الإمارات لديها رؤية شاملة لمواجهة التطرف والإرهاب، تنطلق من إيمانها بأن مكافحتهما تتطلب جهداً منظماً وتنسيقاً دولياً، وإجراءات شاملة، تقوم على احترام حرية الاعتقاد، وتقدير التنوع والاختلاف بين البشر، وإزالة الحواجز التي تتكون نتيجة سوء الفهم المتبادل. وقالت النشرة الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها يوم أمس تحت عنوان «رؤية إماراتية واقعية لمواجهة الإرهاب»: إن دولة الإمارات عبّرت خلال مؤتمر «رودس» حول الأمن والاستقرار في منطقة حوض البحر المتوسط الذي دعت إليه اليونان، عن إدانتها الإرهاب بكل صوره وأشكاله بغض النظر عن مصدره ومكانه ومرتكبيه، وشددت الدولة في بيانها الذي ألقاه أحمد الجرمن مساعد وزير الخارجية والتعاون الدولي للشؤون السياسية، خلال المؤتمر، على أهمية تكاتف الجهود الدولية والإقليمية لمكافحة الإرهاب وتفعيل القرارات والتوصيات ذات الصلة الصادرة عن المنظمات والمؤتمرات الدولية والإقليمية وتنشيط استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب. وأضافت أن البيان الإماراتي يعبر عن رؤية شاملة لمواجهة التطرف والإرهاب، تأخذ في الاعتبار الأبعاد الفكرية والثقافية التي تغذيهما وتنطلق من الإيمان بأن مكافحتهما تتطلب جهداً منظماً وتنسيقاً دولياً، ومعالجات وإجراءات شاملة ومتكاملة تقوم على احترام حرية الاعتقاد وتقدير التنوع والاختلاف بين البشر وتكثيف الاتصال مع الآخرين بهدف إزالة الحواجز التي تتكون نتيجة لسوء الفهم المتبادل. وأشارت إلى أن البيان الإماراتي أكد عدداً من الأمور المهمة التي تجسد في جوهرها عمق الرؤية الإماراتية وشموليتها لمكافحة التطرف والإرهاب، أولها ضرورة العمل الجاد على احتواء بؤر التوتر والنزاعات والأزمات سواء على صعيد منطقة الشرق الأوسط أو خارجها وذلك لأن هذه البؤر تعد بيئات محفزة وحاضنة للإرهاب وتبذل الدولة جهوداً كبيرة للبحث عن حلول سلمية للنزاعات والصراعات القائمة كما تسهم بفاعلية في الكثير من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين واللاجئين. وأوضحت أن ثاني هذه الأمور أهمية التنمية الاقتصادية، إذ يعد سوء الأوضاع الاقتصادية، خصوصاً الفقر والبطالة من أهم العوامل التي تدفع بعض الشباب إلى اللجوء إلى التطرف والقيام بأعمال العنف والإرهاب، وتضطلع دولة الإمارات بدور قيادي على مستوى المنطقة والعالم في هذا السياق، وهي تسعى بشكل دائم ومتواصل إلى تعزيز برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية، هذا فضلاً عن جهودها المشهودة على مستوى عالمي في مجال إعادة الإعمار في الكثير من المناطق بعد انتهاء الصراعات. وذكرت أن ثالثها، هو أن مكافحة الإرهاب تتطلب تضافر الجهود الإقليمية والدولية كافة وضرورة أن يكون هناك تنسيق مثمر بين هذه الجهود. ورابعها، أن معالجة هذه الظاهرة يجب أن تكون في إطار شامل يأخذ في الاعتبار جذور هذه الظاهرة ومسبباتها. وأشارت إلى أنه من أهم الأمور التي يجب أن تُعطَى أولوية في إطار أي استراتيجية وطنية أو عالمية للتعامل مع ظاهرة التطرف والإرهاب، هو التعليم والتوعية والتثقيف وفي هذا السياق قامت الدولة بجهود مشهودة منها استضافتها المركز الدولي للتميز لمكافحة التطرف العنيف «هداية»، كما أسست «مجلس حكماء المسلمين» الذي يهدف إلى معالجة جذور الطائفية، وأنشأت بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية «مركز صواب» الذي يهدف إلى نشر التسامح ومكافحة الرسائل المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وأضافت أن خامس هذه الأمور هو أن محاربة الإرهاب يجب أن تكون في إطار التزام القانون الدولي وسيادة القانون وحماية حقوق الإنسان واحترام مبادئ الحق والعدل والإنصاف بصفتها حائط الصد الرئيسي لمواجهة التطرف والإرهاب، ولهذا فلا بد خلال عمليات المكافحة من أخذ كل الاحتياطات اللازمة لمنع حدوث أي اعتداء على المدنيين والأبرياء أو انتهاك حقوق الإنسان، إذ يتسبب هذا أيضاً في ردود أفعال عكسية تزيد من التطرف وتصعب من جهود مكافحة الإرهاب بل تضعف تعاون المجتمع الذي يعد أمراً أساسياً للقضاء على هذه الظاهرة. وقالت «أخبار الساعة» في ختام مقالها الافتتاحي: إننا لا نستطيع أن نتجاهل ونحن نتحدث عن رؤية الإمارات التي دائماً ما تعبر عنها في المنتديات واللقاءات الدولية، أهمية التسامح الثقافي والديني والسياسي الذي يمثل في الحقيقة بعداً رئيساً في أي مواجهة فاعلة للتطرف والإرهاب، وذلك لأن التعصب هو أصل الإرهاب.
مشاركة :