احتل حجاج جنوب آسيا أكثر نسبة حجاج تائهين بين الحجاج عن أهاليهم وذويهم؛ لعدم قدرتهم على إفهام الآخرين ما يريدون. ورسم شباب كشافة مراكز إرشاد التائهين التابع لوزارة الحج البسمة على محيا كل حاج تائه. ورصدت «الجزيرة» خلال جولتها في أحد مراكز الإرشاد عددًا من الحجاج كبار السن تائهين من مخيماتهم، تسلمهم شباب الكشافة، واستعدوا لإيصالهم لذويهم. وقال مشرف مركز 8 في مشعر منى لـ»الجزيرة» إن وزارة الحج والعمرة أوجدت عددًا من المراكز لإرشاد الحجاج التائهين في مشعرَيْ منى وعرفات، ودعمتها بوسائل الاتصال كافة لإيصال الحجاج التائهين إلى مواقع حملاتهم. مشيرًا إلى أنه يتم استضافة الحاج التائه والترحيب به، ثم يقدَّم له الماء والمرطبات، وأحيانًا وجبة غذائية. بعد ذلك يقوم الكشاف بتسجيل المعلومات المسجلة في السوار الموجود على معصمه، كالاسم ورقم المجموعة ومقر السكن. مشيرًا إلى وجود خريطة في مركز الإرشاد، تصف مواقع المخيمات، وبعد أن نتوصل لموقع الحاج نطلب منه أن يرتاح في مكان يوجد به عدد من الكراسي، وبعد تسجيل المعلومات نقوم بإيصاله إلى مقر سكنه. وقال العسيري: عندما يقوم الكشاف بإيصال الحاج التائه يسلمه إلى أهله، ويقوم مسؤول المخيم باستلام الحاج، وختم الإيصال، ثم يرجع الكشاف الإيصال لقائد المركز. وأوضح العسيري أن أغلب التائهين من الجنسيات الهندية والباكستانية والبنجلاديشية، مشيرًا إلى أنه في حالة عدم وجود سوار على معصم الحاج نسارع بالإبلاغ عن حاج تائه عن طريق جهاز اللاسلكي عن طريق العمليات بعد تسجيل جنسيته ومجموعته واسم المبلغ ورقم جواله، ويعمم البلاغ على جميع مراكز الإرشاد، والحاج يأخذ قسطًا من الراحة، وبدورنا نقوم بتوصيل كل من يسأل عنه من أهله وذويه إلى مقر مخيمه. وأوضح العسيري أنه يعمل في المركز فرقة مكونة من 15 شابًّا، ووقت الذروة تعمل فرقتان مكونتان من 30 شابًّا، يقومون بالعمل على أكمل وجه. مشيرًا إلى أن شباب الكشافة في المركز يتعرضون لبعض المواقف؛ فمثلاً بعض الحجاج تأتون إلى المركز ليسوا تائهين، وإنما يريدون إيصالهم إلى أصدقائهم في مخيمات أخرى. وفي هذه الحالة إذا كان وقت الذروة نقوم بوصف مكان أصدقائه على الخريطة، أما إذا كان العمل خفيفًا فنقوم بإيصاله إلى مخيم أصدقائه. وقال العسيري: أحيانًا نتلقى طلب خدمة الإرشاد، ويكون الحاج في هذه الحالة على دراية تامة بموقعه، لكنه يحتاج إلى قليل من المساعدة فقط، وأحيانًا نواجه أنه تائه كليًّا، وهذا يحتاج إلى إيصاله لمقر سكنه. مشيرًا إلى أنه يتم إرشاد وإيصال 300 حاج تائه في اليوم.
مشاركة :