رغم موافقة نظام بشار الأسد على اتفاق الهدنة الأميركي ـ الروسي المزمع البدء بتطبيقه اعتبارا من اليوم في سورية، إلا أن الساعات الأخيرة التي سبقت تنفيذ الاتفاق شهدت ارتكاب مقاتلات النظام والطيران الروسي مجزرة جديدة في أحياء حلب الشرقية، حيث أعلن ناشطون عن مقتل 45 مدنيا نتيجة غارات استهدفتهم في منازلهم أثناء تحضيراتهم لعيد الأضحى. وجاء قصف حلب بالتزامن مع مجزرة في سوق مدينة إدلب التي ارتفعت حصيلتها إلى نحو 60 قتيلا، إضافة إلى عشرات الجرحى، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ودان الائتلاف الوطني السوري استهداف الطيران سوق إدلب، عادا أن ارتكاب المجزرة محاولة لدفع المعارضة إلى رفض الاتفاق وتحميلها مسؤولية فشله. حشد قوات النظام وقالت جماعة كتائب نورالدين الزنكي المعارضة - التي تقاتل تحت لواء الجيش السوري الحر، إنها تدرس الاتفاق لكنه يبدو أنه سيمنح قوات النظام فرصة لحشد قواه والدفع بالمزيد من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران في المعارك الرئيسية بمدينة حلب. وكانت الولايات المتحدة وروسيا قد أعلنتا أول من أمس، عن اتفاق لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء سورية بدءا من أول أيام عيد الأضحى وتحسين إيصال المساعدات والاستهداف المشترك للجماعات المتشددة المحظورة. لكن بعد ساعات فقط من الإعلان قال سكان محليون وعمال إنقاذ إن مقاتلات يعتقدون أنها روسية قصفت سوقا في مدينة إدلب التي تسيطر عليها المعارضة في شمال غرب سورية، مما أسفر عن سقوط عشرات الضحايا، كما تعرضت حلب لقصف جوي أيضا فيما استمر القتال على الأرض. تحذير أميركي في الأثناء، حث المبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني، في رسالة إلى فصائل المعارضة المسلحة السورية، على التقيد باتفاق الهدنة، قائلا إنه يعطيها الحق في الدفاع عن النفس ضد هجمات قوات النظام والهجمات الروسية، مضيفا أن الاتفاق سينهي القصف الجوي لمواقع مقاتلي المعارضة والمدنيين الذين يعيشون في المناطق التي يسيطرون عليها. وحذر راتني فصائل المعارضة من التعاون مع جبهة فتح الشام التي كانت تعرف في السابق بجبهة النصرة، وقال إن هذا التعاون قد يجلب "عواقب وخيمة" على التيار الرئيسي لفصائل المعارضة السورية حال دخول الاتفاق الأميركي الروسي حيز التنفيذ. إلى ذلك، قال الجيش الإسرائيلي إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت موقعا للمدفعية السورية أول من أمس، بعد أن سقطت قذيفة طائشة من القتال الدائر بسورية داخل مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل.
مشاركة :