ضمن مشاريع التعاون المثمر بين المؤسسات العلمية، يعكف مركز تفسير للدراسات القرآنية بالتعاون مع كرسي القرآن وعلومه بجامعة الملك سعود على إنشاء (موسوعة التفسير الموضوعي)، وهي أول موسوعة علمية محكّمة متخصصة في دراسة موضوعات القرآن الكريم. وتستهدف الموسوعة شرائح متنوعة: فهي تخاطب المتخصصين من أساتذة الجامعات والكليات، وطلاب الدراسات العليا، والباحثين في المراكز البحثية، وتحقق لهم رغباتهم من الناحية العلمية، ودقة المعلومات، وتحكيم البحوث. وتخاطب في الوقت ذاته غير المتخصصين من الدعاة إلى الله، وأئمة المساجد، وخطباء الجمعة، وعامة الناس، فتعرض لهم المعلومات بأسلوب شيق، وعبارة سهلة، مصممة وفق أحدث تصاميم الموسوعات العلمية. وقد صرّح د. عبدالرحمن بن معاضة الشهري، المدير العام لمركز تفسير والمشرف على كرسي القرآن الكريم وعلومه: "إن التفسير الموضوعي يعتبر من أحدث مناهج تفسير القرآن الكريم، حيث يعمد إلى جمع الآيات القرآنية التي تتحدث عن موضوعٍ معين من مختلف سور القرآن الكريم، ويدرس الآيات دراسة علمية وافية، وحرصنا على أن تكتب الموسوعة بلغة عصرية، مع التزامها بالمنهجية العلمية". وأضاف: "الموسوعة عالمية يشارك فيها أكثر من مائة باحث متخصص من مختلف دول العالم، ويحكّم بحوثها أكثر من سبعين أستاذًا من أساتذة الدراسات القرآنية". هذا ويشرف على مشروع الموسوعة لجنة استشارية من أبرز علماء الدراسات القرآنية، يرأسهم أ.د. عادل بن علي الشدي، الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، أستاذ القرآن وعلومه بجامعة الملك سعود. وتضمُّ في عضويتها كلاً من: أ.د. مصطفى مسلم محمد: أستاذ التفسير وعلوم القرآن بجامعة الشارقة سابقاً، أ.د. فهد بن عبدالرحمن الرومي: أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، أ.د. محمد بن عبدالرحمن الشايع: الأستاذ بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، أ.د. ناصر بن محمد المنيع: أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، أ.د. زيد بن عمر العيص: أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود، ود. عبدالحكيم بن عبدالله القاسم: الأستاذ بجامعة الملك سعود. وعبّر أ.د. عادل بن علي الشدي، رئيس اللجنة الاستشارية للمشروع بقوله: "إن الموسوعة من الأعمال النوعية الهامة في خدمة القرآن الكريم وعلومه، وتقريبه للأمة جميعًا وليس للمتخصصين فقط، والحاجة ماسّة لمثل هذه الأعمال والمشاريع النوعية". من جهته ذكر أ.د. زيد بن عمر العيص، أستاذ الدراسات القرآنية بجامعة الملك سعود وعضو اللجنة الاستشارية للمشروع: "إن المكتبات الإسلامية والعالمية تنتظر هذه الموسوعة؛ لأنها ستسدّ فراغًا كبيرًا، وسيكون لها أثرٌ كبيرٌ في مجال الدراسات القرآنية". وينتظر أن تخرج هذه الموسوعة على ثلاثة أشكال: كتاب ورقي، كتاب الكتروني، وموقع الكتروني، كما يتوقع أن يصل عدد مجلدات الموسوعة إلى 35 مجلدًا تحتوي على 350 موضوعاً، وقد حددت إدارة المشروع تاريخ 1/9/1436ه موعدًا لتدشين الموسوعة. وجدير بالذكر أن مؤسسة الشيخ عبدالله بن زيد الغنيم الخيرية (خير) قد رعت مشروع الموسوعة، وصرّح الشيخ سعد بن عبدالله الغنيم، رئيس مجلس إدارة مؤسسة خير: "بأن مؤسسته تشرُف بخدمة كتاب الله عز وجل عبر رعاية الموسوعة، وستتكفّل بطباعتها عند انتهائها". ويمتاز التفسير الموضوعي بربطه الواقع المعاصر بالقرآن الكريم، واستنباط ما يعالج مشاكله وأزماته. وتتمثل أهمية التفسير الموضوعي في إبراز شمولية القرآن الكريم وإعجازه، وصلاحيته لكل عصر، وأنه كتاب هدايةٍ تحدّث عن قضايا العقيدة والعبادة، وناقش قضايا إنسانية واجتماعية، وأسهب في الحديث عن الأخلاق والآداب، ولم يخلُ من الحديث عن قضايا السياسة والاقتصاد. هذا ويسعى مركز تفسير للدراسات القرآنية لأداء رسالته المتمثلة في الريادة في تطوير الدراسات القرآنية، من خلال المشاريع البحثية والشراكات العلمية مع المؤسسات العلمية والمراكز البحثية المميزة،، ومن أبرز أوجه تعاون مركز تفسير للدراسات القرآنية مع كرسي القرآن الكريم وعلومه بجامعة الملك سعود إقامة (المؤتمر الدولي لتطوير الدراسات القرآنية) الذي عقد بنجاح باهر بجامعة الملك سعود عام 1434ه والذي جمع المختصين في القرآن الكريم وعلومه من مختلف دول العالم. وتدعو إدارة المشروع أساتذة الجامعات والمتخصصين في الدراسات القرآنية والباحثين وطلبة العلم في العالم إلى المشاركة في الموسوعة وإثرائها بالبحوث وذلك عبر الموقع الإلكتروني: (ww.modoee.com)
مشاركة :