انفجرت سيارة مفخخة الاثنين 12 سبتمبر/أيلول 2016 أمام مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في مدينة فان بشرق تركيا ما أدى إلى إصابة 48 شخصاً بجروح بينهم ضابطا شرطة، بحسب السلطات. وأشار المسؤولون الأتراك بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني المحظور الذي يشن تمرداً منذ ثلاثة عقود ضد الدولة التركية وتعتبره أنقرة وحلفاؤها الغربيون منظمة محظورة. ووقع الانفجار قرب حاجز للشرطة أمام مكاتب حزب العدالة والتنمية في قلب المدينة التي تضج بالحركة، بحسب بيان لمكتب المحافظ. وقال البيان "جرح 46 مدنياً وضابطا شرطة في انفجار سيارة مفخخة.. قام بتفجيرها عناصر من المنظمة الإرهابية الانفصالية" في إشارة إلى المتمردين الكرد. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار الذي وقع في أول أيام عيد الأضحى. اتهام حزب العمال الكردستاني لكن بشير أتالاي النائب عن فان من حزب العدالة والتنمية، أشار بأصابع الاتهام إلى حزب العمال الكردستاني الذي يشنُّ حملة دامية ضد الدولة التركية. وقال في تصريحات مباشرة على قناة "إن.تي.في" التلفزيونية الخاصة إن "المنظمة الإرهابية استهدفت في السابق مبنى حزبنا وتواجد حزب العدالة والتنمية. هذا واحد من هجماتها". وقال شهود إن قوة الانفجار تسببت بتحطم زجاج النوافذ في الجوار فيما لحقت بمكاتب حزب العدالة والتنمية أضرار بالغة. وهرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الانفجار وأظهرت مشاهد التلفزيون فرق الإغاثة تستخدم خراطيم المياه لإخماد حريقٍ نجم عنه. وتقع مدينة فان على ضفاف بحيرة تحمل الاسم نفسه، وسكانها من الأتراك والكرد. وبقيت بشكل عام بمنأى عن الهجمات العنيفة كالتي وقعت في مدينة ديار بكر المجاورة. والمدينة مقصد سياحي وخصوصاً بالنسبة إلى الإيرانيين الذين يصلون إليها عبر الحدود بأعداد كبيرة. ملاحقة المرتطبين بحزب العمال ويأتي هذا الانفجار غداة إقالة رؤساء 28 بلدية متهمين بالارتباط بحزب العمال الكردستاني المحظور، الذي يخوض تمرداً دامياً في جنوب شرق تركيا أو بالداعية فتح الله غولن الذي تتهمه السلطات بالوقوف وراء المحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو الماضي. ودافع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الاثنين عن هذا القرار مؤكداً أن الخطوة تأخرت كثيراً. وقال للصحافيين بعد صلاة العيد في جامع في إسطنبول قبيل وقوع الانفجار في فان "أنتم، كرؤساء بلديات ومجالس بلدية، لا يمكنكم دعم المنظمات الإرهابية. ليس لديكم مثل هذه السلطة". وأضاف الرئيس التركي "بالنسبة لي، إنها خطوة جاءت متأخرة. كان يجب أن تحصل منذ وقت طويل". وتصعد الحكومة حملتها العسكرية في جنوب شرق البلاد للقضاء على متمردي حزب العمال الكردستاني الذين يشنون هجمات شبه يومية منذ انهيار هدنة هشة العام الماضي. اقتراحات لأوجلان لوقف المعارك من جهته، أعلن زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان، المسجون في جزيرة إيمرالي والذي يتمتع "بوضع صحي جيد" استعداده لتقديم "اقتراحات" إلى أنقرة من أجل وقف المعارك، بحسب تصريحات أدلى بها شقيقه الاثنين. وقال أوجلان "لدينا مقترحات. إذا كانت الدولة التركية مستعدة لسماعها، يمكن أن نجري المحادثات ونطبقها في غضون ستة أشهر" حتى "يتوقف نزف الدم"، بحسب ما ذكر شقيقه محمد الذي زاره الأحد. وسمحت السلطات التركية لمحمد بزيارة شقيقه بمناسبة عيد الأضحى الذي بدأ الاثنين. وأكد محمد أن أوجلان "يتمتع بوضع صحي جيد"، في حين كان عدد كبير من أنصار الزعيم الكردي يعربون عن قلقهم حيال وضعه الصحي منذ أسابيع. وبعد هذه التصريحات، أنهى نحو خمسين ناشطاً في سبيل القضية الكردية ومنهم نواب، إضراباً عن الطعام بدأوه الأسبوع الماضي في ديار بكر، جنوب شرق تركيا، احتجاجاً على قلة المعلومات حول وضع الزعيم الكردي. وأوقع النزاع بين المتمردين الأكراد والقوات المسلحة التركية أكثر من 40 ألف قتيل منذ العام 1984. كما تشن تركيا عملية داخل سوريا لطرد تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلين الأكراد من مناطقها الحدودية.
مشاركة :