تحدّث فضيلة الشيخ عبدالله محمد النعمة في الخطبة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب عن فضل يوم العيد وما يجب على المسلمين أن يفعلوه فيه من صلة للأرحام وإصلاح بين الناس ونحر للأضاحي وإفشاء للسلام٫. مشيرا إلى أن العيد مناسبة لصلة الرحم والإحسان إلى الفقراء والأيتام، مشددا على أنه يجب على من كان قاطعا لرحمه أن ينتهز هذه الفرصة لوصل الحبل الذي انقطع قبل فوات الأوان. المحافظة على الأرواح وقال فضيلته إن عيد الأضحى عيد كريم وعظيم، وإن السعيد فيه من جد واستفاد، موضحا أن الإسلام دين يحافظ على الأرواح والأموال والأعراض، كما بيّن ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في خطبة حجة الوداع: «فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ بَيْنَكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا»، لأن المسلم الحق هو من سلم المسلمون من لسانه ويده. وأشار فضيلته إلى أن أعظم الحقوق في الإسلام بعد حق المولى عز وجل، حقوق الوالدين، مستشهدا بقول المولى تبارك وتعالى في كتابه العزيز (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما). ونبه على أهمية صلة الرحم وخطورة قطعها، مؤكدا أن وبال ذلك عظيم، وإثمه كبير، لما ورد عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ»، لذا علينا أن نصل أرحامنا في هذه الأيام المباركة، كما دعا إلى الإحسان إلى اليتامى والتسامح، وإزالة الشحناء والبغضاء من القلوب، وتجنب الغيبة والنميمة، وحث المصلين على أن يكونوا عباد الله إخوانا. الحج والوحدة ودعا فضيلته إلى الاعتبار بالحج، وما يشاهد فيه من مظاهر التماسك والوحدة التي تتجلى في اجتماع الملايين من أجناس وأعراق مختلفة، يتكلمون لغات شتّى، يقفون في صعيد واحد، يناجون ربا واحدا. وأضاف: لننظر إلى اجتماع الحجيج في عرفات متجردين من المخيط، وقد تساووا جميعا في المظهر، وهم يناجون ربهم بمختلف لغات العالم، في مشهد تعجز عنه جميع الملل، فأي دين في الأرض غير الإسلام يمكنه أن يحدث هذا الاجتماع وهذه الوحدة والتماسك؟! فتأمل، هذا المشهد يشعرنا بأن الإسلام يريد من هذه الأمة الاعتصام والوحدة التي جاء بها الإسلام، قال تعالى (وأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)، فما أعظمه من دين! وختم فضيلته بالإشارة إلى أهمية أيام التشريق، واصفاً إياها بأنها أيام رحمة وتسامح وفرح وسرور، وأيام أكل وشرب، داعياً الجميع إلى انتهاز هذه الفرصة للمحبة والتسامح.;
مشاركة :