لم يجد الفارون من جحيم الاضطرابات سوى مخيمات منى يرمون تحت بياضها همومهم، ويتدثرون تحت غطائها ويحتمون من قذائف الموت من فئة لا تعرف إلاًّ ولا ذمة. على أنفاس التهليل والتكبير جلس أبناء العراق والشام واليمن يبتهلون إلى الله عز وجل أن يرد كيد الخائنين ويعيد لهم بلادهم آمنة ممن سلبوها حق الحياة. قالوا في منى: «نحن اليوم آمنون، وبفضل الله سالمون، وفي رحاب الحرم الآمن نتفيأ ظلال الأمان بعد خوف، وشبع بعد جوع، فاللهم لك الحمد». شكوا لـ «عكاظ» كوابيس تكتم أنفاسهم كل ليلة وهم يرون أنفسهم في توابيت وراء توابيت، واليوم وقد نجوا من البطش ومنَّ الله تعالى عليهم بالوصول إلى بلاد الحرمين الشريفين، فتعالت أصواتهم «اللهم لك الحمد». نبشوا واقع إخوانهم في بلادهم، فخفتت أصواتهم وابتهلوا وتضرعوا: «اللهم أهلك الأعداء».
مشاركة :