حُرم الهلال من موهبة المهاجم ناصر الشمراني التهديفية بسبب بعض القناعات الفنية الغريبة، واستمراره حبيساً لمقاعد البدلاء على الرغم أن من حجزوا الخانة الأساسية أقل منه إمكانيات وقدرات تهديفية، حتى عندما كان يلعب ويسجل ويقود الفريق للانتصارات والذهب، يتفاجأ بعد ذلك بإبعاده عن المجموعة الأساسية من دون مبرر واضح، فالفرص التي كانت تمنح لغيره خصوصا الأجانب المتواضعين هو أحق بها عطفاً على الفوارق الفنية بينه وبينهم، ودفع الهلال ثمن ذلك في الموسم الماضي خسارته أكثر من بطولة كانت في متناول اليد، لكنها طارت بسبب غياب المهاجم الهداف. الشمراني الذي حصل على لقب هداف الدوري السعودي خمس مرات وتوج بلقب أفضل لاعب في القارة الآسيوية، لم يخذل أي مدرب اعتمد عليه، فكان عندما يشارك أساسياً أو حتى بديلاً يسجل الأهداف، ويهز شباك الخصوم، ونتذكر جيداً كيف قاد الأزرق في الموسم الماضي للتتويج بكأس ولي العهد بتسجيله هدفا وصناعته آخر، وظل طوال الفترة الماضية يبرهن على أنه أفضل مهاجم سعودي في العقد الأخير، فلقب الهداف ناله خمس مرات مع الوحدة والشباب والهلال، وأجبر الجميع على الاعتراف بإمكانياته الكبيرة، حتى من كانوا يشككون في مستوياته، اعترفوا أخيراً بأنه ماكينة تهديفية، ومهاجم من الطراز، ومكسب لأي فريق يلعب معه. ويمتاز الزلزال بالإصرار والحماس، وحب التحدي، فهو من عينة اللاعبين الذين يقاتلون داخل المستطيل الأخضر حتى لا يخسروا المباراة، شاهدناه يفعل ذلك مع الفرق الثلاثة التي لعب معها، والمنتخب السعودي، كل هذه المميزات إلى جانب قدراته التهديفية وضعته على رأس هرم المهاجمين الذين يركضون في ملاعبنا، لكن الهلاليين حتى الآن لم يقدروا هذه الموهبة، من خلال وضعه على دكة الاحتياط بسبب قناعات المدربين الذين اشرفوا على الفريق، وهو ما أثار علامات استفهام وتعجب لا سيما وأن المدربين فضلوا عليه مهاجمين أقل منه. أفضل لاعب في قارة آسيا 2014 يعتبر كنزا في الهلال، يعرف طريق المرمى جيداً، وتربطه علاقة وثيقة بالشباك، ومن الظلم الا يُستفاد منه الاستفادة التي تليق به، لأنه قادر على حسم أي مباراة في أي وقت، ولعل ما حدث منه في أول مباراة دورية مع الباطن عندما دخل بديلاً في الشوط الثاتي وفعل ماعجز عنه الجميع وسجل الهدف الأول الذي قاد الفريق للفوز أصدق دليل على صحة ماذكرناه. نتمنى أن يعود أساسياً مع الهلال بعد فترة التوقف، فالكرة السعودية بحاجة فعلاً إلى عودته، لأن المنتخب السعودي يعاني كثيراً في الهجوم، ويحتاج إلى وجوده في المرحلة المقبلة، خصوصاً في مباراتي استراليا والإمارات ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018م، لأن شح المهاجمين الذي نعاني منه ألقى بظلاله على مستوى الهجوم السعودي في أول جولتين، وظهر عقيماً بوجود نايف هزازي وحده، وعدم وجود أي مهاجم بديل بسب اصابة محمد السهلاوي، فكانت المحصلة ثلاثة أهداف من ثلاث ركلات جزاء سجلها لاعب الوسط نواف العابد، والحل هو إعادة الشمراني لقيادة هجوم الأخضر.
مشاركة :