الأردن: الحملات الانتخابية تشتد مع اقتراب موعد الاقتراع

  • 9/13/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

اشتدت الحملات الانتخابية في الأردن مع اقتراب الانتخابات البرلمانية المقررة في 20 أيلول (سبتمبر) الجاري. واستثمر المرشحون للانتخابات النيابية عطلة عيد الأضحى المبارك لافتتاح مقارهم الانتخابية على وقع اشتداد موسم الدعاية الانتخابية التي غطت مساحات واسعة في الدوائر الانتخابية الـ ٢٣ في المملكة. ورصدت «الحياة» على مواقع التواصل الاجتماعي دعوات مرشحين إلى مؤازرتهم في افتتاح المقار الانتخابية خلال عطلة عيد الأضحى التي تنتهي مساء الجمعة المقبل. وفيما سعى مرشحون للانتخابات إلى استغلال لحوم أضاحي العيد وتوزيعها على ناخبي دوائرهم، استمعت «الحياة» إلى روايات أكدها ناخبون في بعض دوائر المملكة لبورصة أسعار بيع الأصوات، في ما بات يعرف محلياً بظاهرة «المال الأسود»، وتفيد روايات أن صوت الناخب بلغ في بعض المحافظات ما بين ١٥٠ ديناراً و٢٠٠ دولار، فيما أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات أنها استقبلت شكاوى عدة تتعلق بالمال الانتخابي، وأحالت اثنتين منها على القضاء. ويأتي تزامن موسميْ افتتاح العام الدراسي الجديد مع عيد الأضحى لصالح الضغط الاقتصادي على الأردنيين أمام ثبات متوسطات الدخل من جهة، والارتفاع المطرد في تكاليف الحياة اليومية، وفق أرقام دراسات اقتصادية حديثة. سياسياً، يغيب ذكر البرامج الانتخابية عن مساحات واسعة في الدعاية الانتخابية، مع غياب ملحوظ لشعارات مكافحة الإرهاب والتطرف عن برامج المترشحين، وبروز «ركاكة» و»تكرار» الشعارات الانتخابية، ما يعزوه متابعون إلى عزوف النخب السياسية التقليدية عن المشاركة في الانتخابات. لكن تبقى الدائرة الثالثة في عمان التي يصفها الأردنيون بدائرة «الحيتان» نظراً لتنافس رموز سياسية في مواسم انتخابية سابقة على تمثيل مقاعدها، وطبيعة الجمهور الحزبي للدائرة، مؤشراً سياسياً في تنافس القوى والتيارات الحزبية والسياسية. وفيما يتنافس عن الدائرة رجال أعمال واقتصاديون هذه المرة، إلا أن التنافس بدأ يشتد بين قائمتي «معاً» بقيادة مؤسس التيار القومي التقدمي خالد رمضان، وقائمة «التحالف الوطني للإصلاح» بقيادة الإسلامي البارز، نقيب المحامين السابق صالح العرموطي. ويبدو من شعارات الحملتين أن قائمة «معاً» تخوض تنافساً على أرضية شعار «الدولة المدنية» ورفض «استغلال الدين في العمل السياسي»، وهو ما سهل على الحملات المضادة استهدافها عند جمهور الدائرة الانتخابية. وفيما يخوض رمضان تنافساً سياسياً على أرضية برامجية تستهدف الجمهور المناوئ للحركة الإسلامية، يشارك حزب «جبهة العمل الإسلامي»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين» الأم، بـ 20 قائمة تضم 122 مرشحاً. وتأتي هذه المشاركة الكبيرة بعد مقاطعة لموسمين انتخابيين في الأعوام 2010، و2013 بعد اتهامه الحكومات والأجهزة الأمنية بـ»التلاعب في نتائج انتخابات عام 2007 حين حصل الحزب على 6 مقاعد نيابية في مجلس النواب الخامس عشر» فقط، ومني بهزيمة ساحقة حتى في معاقله التقليدية. كما يشارك الحزب على وقع انشقاقات في صفوف قيادات من الحركة أسفرت عن تأسيس جسم جديد ألغى ترخيص الجماعة الأم، وحمل اسم جمعية «الإخوان المسلمين» المرخصة، وترخيص حزب جديد أسسته قيادات «إخوانية» تحت اسم «حزب زمزم». وفي معقل آخر من معاقل «إخوان الأردن»، يستهدف وزير الأوقاف السابق محمد نوح القضاة مقاعد الحركة الإسلامية في مدينة الزرقاء، ثالث أكبر محافظات المملكة تعداداً سكانياً، من خلال خطاب ديني مؤثر لدى جمهور الشباب. والقضاة الابن الأكبر للمفتي العام السابق للمملكة نوح القضاة، والمؤسس لدائرة الإفتاء في القوات المسلحة. ويدعم ترشح القضاة حضوره الإعلامي في عدد من برامج الإذاعات والتلفزيونات المحلية. ويشيّع خصوم الرجل بأن القضاة مدعوم من قوى رسمية تسعى إلى استهداف مقاعد الجماعة في المحافظة. ولا يخلو الموسم الانتخابي من طرائف المرشحين، إذ تخوض مترشحات عن المقاعد المخصصة للنساء الانتخابات ويدشن حملات دعائية مستبدلات صورهن بباقات ورود. ويتنافس ما يزيد على ألف مرشح ومرشحة على 130 مقعداً برلمانياً خصص منها 15 مقعداً للنساء، وفق قانون انتخاب جديد اعتمد نظام القائمة النسبية المفتوحة على مستوى الدوائر الانتخابية، مخلفاً ٢٣ عاماً من العمل بقانون الصوت الواحد الذي عارضته قوى سياسية.

مشاركة :