أظهرت الأرقام التي صدرت أخيراً عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظّمة الدولية للهجرة، أن التهجير القسري في أنحاء اليمن في ازدياد، إذ وصل عدد المهجّرين قسرياً بسبب الصراع حتى الآن إلى 3.154 مليون يمني، ويشمل هذا العدد ما يقارب 2.205 مليون من النازحين داخلياً في البلد، وهناك 949.470 ألف نازح ممّن حاولوا العودة إلى ديارهم. وأكدّت المفوّضية والمنظّمة في تقرير مشترك أن النزوح الداخلي في جميع أنحاء البلد ارتفع بنسبة 7 في المئة منذ نيسان (أبريل) الماضي، أي ما يقارب 152 ألفاً من الفارّين من العنف في تلك الفترة، وسط تصاعد الصراع وتفاقم الأوضاع الإنسانية. وقالت نائب ممثّل مفوضية اللاجئين في اليمن إيتا سخويتي: إن الأزمة الراهنة تجبر مزيداً من الناس على ترك منازلهم بحثاً عن الأمان، إذ إن أكثر من 3 ملايين شخص يعيشون حالياً حياة عابرة غير مستقرّة تحفّها الأخطار، ويكافح هؤلاء من أجل تلبية حاجاتهم الأساسية. وبينما أكد التقرير أن عدداً كبيراً من النازحين يحاولون العودة إلى ديارهم، أي أن نسبة الزيادة تصل إلى 24 في المئة، وقدّرت هذه النسبة بـ184.491 ألف شخص، فإن محاولات العودة لا تزال متردّدة يشوبها الحذر الشديد، إذ يترقّب السكان تحسّناً ملموساً في الصراع القائم. وشدّد ممثّل المنظّمة الدولية للهجرة في اليمن لوران ديبوك على ضرورة «اعتبار النازحين العائدين ضمن دورة النزوح المستمر، طالما لم يتمكّنوا من استعادة الاستقرار المستدام وطالما استمروا في حاجاتهم الشديدة، وهذه الحال تنطبق أيضاً في ما يتعلّق بمصالح المجتمع المضيف من غير النازحين.
مشاركة :