بيونجتايك - (أ ف ب): حلّقت قاذفتان أمريكيتان من طراز «بي-1بي» أمس الثلاثاء فوق كوريا الجنوبية في عرض قوة أمام بيونج يانج بينما دعا مبعوث أمريكي الصين إلى سد الثغرات التي تضعف العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بعد تجربتها النووية الخامسة. وقرابة الساعة 10:00 (01:00 بتوقيت جرينتش) دخلت الطائرتان وهما من طراز «بي-1بي لانسر» تفوق سرعتهما سرعة الصوت، المجال الجوي الكوري الجنوبي فوق قاعدة أوسان الجوية الأمريكية في مدينة بيونجتايك التي تبعد 64 كيلومترا عن سيئول. وأقلعت الطائرتان من قاعدة أندرسن الجوية في جزيرة جوام بالمحيط الهادي يواكب كلا منهما سرب من المقاتلات الأمريكية والكورية الجنوبية. وقال الجنرال فنسنت بروكس قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية إن «عرض اليوم هو مجرد نموذج عن مجموعة واسعة من القدرات العسكرية لهذا التحالف المتين الذي يهدف إلى توفير الردع وتعزيزه». وأضاف أن «التجربة النووية الكورية الشمالية تشكل تصعيدا خطرا وتهديدا غير مقبول»، مجددا التأكيد على «الالتزام الراسخ» للولايات المتحدة بالدفاع عن حلفائها في المنطقة. وأكد الجنرال الأمريكي أن الولايات المتحدة «ستتخذ الإجراءات اللازمة لتحقيق ذلك بما في ذلك عبر عمليات كتلك التي جرت أمس ونشر بطارية ثاد (ترمينال هاي التيتيود اير ديفنس) في شبه الجزيرة الكورية»، في إشارة إلى المنظومة الأمريكية للدفاع الصاروخي التي تعمل واشنطن على نصبها في كوريا الجنوبية. وكانت كوريا الجنوبية قد أعلنت في يوليو خططا لنشر هذه المنظومة المتطورة للدفاع الصاروخي، في مواجهة التهديدات النووية والبالستية المتزايدة لكوريا الشمالية. لكن الصين التي تعتقد أن نظام الرادار هذا سيستخدم لرصد دفاعاتها، اعترضت بشدة على المشروع الذي يعارضه أيضا سكان منطقة سيونغجو الجنوبية التي يفترض أن تصبح مركزا له. وتعترض أحزاب المعارضة الكورية الجنوبية أيضا على نشر هذه المنظومة مؤكدة أنها يمكن أن تؤدي إلى تصعيد سباق التسلح في المنطقة وإلحاق الضرر بالعلاقات مع الصين. وتشكك هذه الأحزاب أيضا في جدوى نشر المنظومة في مواجهة التهديدات العسكرية الكورية الشمالية. قال الناطق باسم وزارة الدفاع الكورية الجنوبية مون سانغ-غيون للصحفيين: إن تحليق المقاتلتين الثلاثاء «يهدف إلى توجيه تحذير واضح إلى كوريا الشمالية بشأن تجربتها النووية واحتواء استفزازات أخرى». وكانت واشنطن قد قامت بتحركات مماثلة بعد تجارب نووية كورية شمالية سابقة. وفي يناير الماضي، حلقت طائرة حربية إستراتيجية من طراز «بي-52» فوق قاعدة أوسان الجوية بعد التجربة النووية الرابعة لكوريا الشمالية. وينتشر نحو 28 ألفا و500 جندي أمريكي في عدد من القواعد في كوريا الجنوبية. وجاء تحليق الطائرتين بعدما أعلنت كوريا الشمالية الجمعة إطلاق رأس نووي يمكن تحميله على صاروخ في خامس تجربة نووية «ناجحة»، ما استدعى إجراء محادثات عاجلة في الأمم المتحدة ودعوات لفرض عقوبات جديدة. وأدانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين التجربة التي جرت قرب موقع بيونجيي-ري، بقوة انفجار تعادل حوالي 10 كيلو طن وهو أقوى انفجار يقوم به الشمال حتى اليوم. وأكد مسؤول أمريكي رفيع أمس الثلاثاء في بكين أن على الصين المساعدة في سد أي ثغرات في العقوبات المفروضة على كوريا الشمالية بعد سلسلة «غير مسبوقة» من الاستفزازات من قبل بيونج يانج هذا العام. وصرح سونغ كيم مبعوث وزارة الخارجية الأمريكية الخاص للسياسة في كوريا الشمالية بأن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون أبدى عدم اكتراث بالتزامات بلاده. وأضاف أن الصين الحليف الوحيد لنظام الشمال وأكبر داعم له، عليها تنبيه الشمال إزاء «العواقب الخطيرة لأعماله المتهورة والمخالفة للقوانين». وتابع «نتطلع إلى العمل مع بكين.. لسد أي ثغرات» في العقوبات الأخيرة على الشمال، مؤكدا أن العقوبات لن «تحقق نجاحا فوريا» والأمر سيتطلب «تنسيقا في الجهود بشكل متواصل لبلوغ النتيجة التي نسعى إليها». وأعلنت الصين معارضتها للتجربة النووية لكن المحللين يرون أنها تريد تجنب أي عمل من شأنه زعزعة الوضع القائم وميزان القوى في شبه الجزيرة الكورية لصالح الولايات المتحدة.
مشاركة :