تأمل "ناسا" في معرفة المزيد عن أسرار النظام الشمسي من خلال المهمة الرائدة التي تهدف للهبوط على كويكب "بينو". ومن المقرر أن تنطلق المركبة الفضائية "أوزيريس ركس"، يوم 8 سبتمبر/أيلول بهدف الهبوط على سطح الكويكب "بينو" بحلول عام 2018 والعودة بعينة إلى الأرض عام 2023، بحسب صحيفة البريطانية. هناك فرصة ضئيلة بأن يقوم بينو (1999 RQ36 سابقاً)، بالاصطدام بالأرض خلال 200 عام قادمة، لكن هل يمكن أن يشكل هذا الاصطدام خطراً على الحضارة الأرضية؟ إليك ما تحتاج معرفته حول مهمة استكشاف "بينو": 1- ما الذي نعرفه عن الكويكب بينو؟ اكتشف الكويكب بينو بواسطة مشروع لينكولن لأبحاث الكويكبات القريبة من الأرض (LINEAR) في 11 سبتمبر/أيلول عام 1999. كان "بينو" أحد رموز الإله المصري القديم أوزريس، إله البعث والحساب. سُجل الكويكب بهذا الاسم في مسابقة "سمّ هذا الكويكب" بواسطة الطالب مايكل تولر بويز من ولاية كارولينا الشمالية. يعبر "بينو" مدار الأرض كل 6 سنوات، ويقترب لحدود (300 ألف كيلومتر) من كوكب الأرض، أما أبعد نقطه لمداره فتصل إلى أكثر من 340 مليون كيلومتر عن الأرض. 2- ما حجم بينو؟ بحسب ناسا، يقدر حجم الكويكب بعرض 500 متراً. وتُظهر القياسات أن كثافة بينو أقل من الصخور، لذلك يعتقد العلماء بوجود فراغات في باطنه. 3- هل يمكن أن يصطدم بالأرض؟ يعتقد العلماء بأن هناك فرصة ضئيلة بنسبة 1 إلى 2500 لأن يصطدم بالأرض في أواخر القرن الـ22. سيعبر الكويكب بين الأرض والقمر عام 2135، ويمكن أن يصطدم بالأرض في وقتٍ لاحق، وذلك بعد تغيير مداره بتأثير الجاذبية الأرضية عند عبوره. يقول دانتي لوريفا، الباحث الرئيسي في أوزوريس ركس لـ"صنداي تايمز": "عبور الكويكب عام 2135 من شأنه أن يغير مدار الكويكب مما يضعه في مسار الأرض في وقت لاحق من هذا القرن، قد يكون أحد أسباب المعاناة الهائلة ومواجهة الموت". 4- لماذا يتغير مداره تدريجياً؟ تشرح "ناسا" قائلة: "كويكب بينو مظلم تماماً، مثل الطرق الإسفلتية في يوم حار. لذلك، فهو يمتص أشعة الشمس التي تضربه ثم يشع تلك الطاقة في صورة حرارة. ذلك الإشعاع يعطيه دفعة صغيرة تسمى بتأثر "ياركوفيسكي"، وهو ما يغير مساره تدريجياً بمرور الزمن". 5- هل ستمحى الحضارة بواسطة نيزك؟ لا تعتقد "ناسا" بأن الكويكب كبير بما فيه الكفاية ليقضي على كوكب الأرض، ولكن تأثيره سيكون كبيراً بشكل كاف لتدمير مساحة واسعة جداً. يقول الأستاذ دانتي، أستاذ علوم الكواكب والكيمياء الفلكية في جامعة أريزونا لـSpace.com: "نحن لا نتحدث عن كويكب يمكن أن يدمر الأرض، نحن غير قريبين لهذا النوع من الطاقة التي تؤدي لهذا التأثير". 6- خطط لهرمجدون مهمة "أوزيريس ركس" ستساعد علماء الفيزياء الفلكية على وضع استراتيجية للتعامل مع الكويكبات التي تحمل خطر الاصطدام بالأرض. يشرح إدوارد بيشور، نائب الباحث الرئيسي للبعثة: "إذا حدد علماء الفلك في يوم من الأيام كويكب يشكل خطراً كبيراً على الأرض، فإن الخطوة الأولى تتمثل في جمع المزيد من المعلومات حول هذا الكويكب. لحسن الحظ، فإن مهمة أوزيريس ركس ستزودنا بالأدوات والخبرات اللازمة للقيام بتلك المهمة". 7- ما الذي قد يخبرنا به بينو؟ تأمل ناسا أن العينات التي ستجمع من بينو ستحمل الأدلة على أصل النظام الشمسي، ومصدر المياه والجزيئات العضوية التي قد تكون انتقلت إلى الأرض. يوضح بيشور: "نحن ذاهبون إلى بينو لأننا نرغب في معرفة ما الذي شهده مع مرور الوقت خلال تطوره. تجربة بينو ستخبرنا أكثر عن المكان الذي أتى منه نظامنا الشمسي وكيف تطور. مثل المحقق في الجريمة، سنقوم بدراسة أجزاء من الأدلة من بينو لفهم القصة الكاملة للنظام الشمسي وهي في الأصل قصة لأصلنا". 8- ما الذي سيكون على متن المركبة؟ ووفقاً لـ"ناسا"، ستحمل المهمة أيضاً أكثر من 442,00 رقاقة تحتوي على الأسماء المسجلة في حملة "رسالة إلى بينو عام 2014". بجانب الرسومات والقصائد والأغاني وأشرطة الفيديو القصيرة المسجلة في حملة #WeTheExplorers، وكذلك كبسولة زمنية من الرسائل القصيرة والصور. 9- رسم الخرائط لبينو وتضيف ناسا: "ستقضي المركبة الفضائية عام وهي تطير بالقرب من بينو -تحمل خمسة أدوات مهمتها تصوير وتوثيق شكله الوعر ومسح الخواص الكيميائية والفيزيائية". 10- كم تستغرق المهمة؟ سيقضي "أوزيريس ركس" عامين في مطاردة الكويكب، وسيعود من هناك بعينات من المتوقع ألا تقل عن 60 غراماً. إذا سارت الأمور كما هو مخطط لها، سوف يهبط في صحراء ولاية يوتا عام 2023 بعد رحلة 7 سنوات. في الوقت نفسه، في يوليو، بدا العديد من المؤمنين بيوم القيامة والحساب بالاستعداد لنهاية العالم. - هذا الموضوع مترجم عن صحيفة The Telegraph البريطانية. للاطلاع على المادة الأصلية اضغط .
مشاركة :