مكة المكرمة ، المدينة المنورة (وكالات) بدأ حجاج بيت الله الحرام من المتعجلين أمس مغادرة مكة المكرمة إلى المدينة المنورة أو إلى بلدانهم، حيث كانوا قد أنهوا رمي الجمرات الثلاث مع زوال الشمس ظهر أمس وغادروا مشعر منى قبل غروب الشمس إلى المسجد الحرام، حيث أدوا طواف الوداع. واستقبلت المدينة المنورة بدءاً من مساء أمس وفود ضيوف الرحمن المتعجلين الراغبين في زيارة المسجد النبوي والصلاة فيه، والتشرف بالسلام على الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام. وكان حجاج بيت الله الحرام، بدأوا رمي الجمار في ثاني أيام التشريق، ظهر أمس، مبتدئين بالجمرة الصغرى فالوسطى ثم جمرة العقبة. ورصدت التقارير الإعلامية الميدانية انسيابية الحركة في الأدوار الأربعة لمنشأة رمي الجمرات، وسط تأهب من قوات أمن الحجاج والجهات الصحية. وترجع تسمية أيام التشريق بهذا الاسم إلى أن الحجيج كانوا قديماً يشرقون فيها لحوم الأضاحي، أي يقددونها ويبرزونها للشمس. وهناك رواية ثانية تقول ،إن التسمية تعود إلى أن صلاة العيد تصلى بعد أن تشرق الشمس، فسميت الأيام كلها بأيام التشريق تبعاً لليوم الأول. وتدفقت ظهر أمس أعداد كبيرة من الحجاج في مشعر منى ثاني أيام التشريق لرمي الجمرة الصغرى تليها الوسطى فجمرة العقبة الكبرى، اتباعاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وبينما انتهى الحجاج المتعجلون من رمي الجمرات أمس، يستكمل باقي ضيوف الرحمن هذا النسك اليوم في ثالث أيام التشريق. وتدفقت أعداد كبيرة من الحجاج أمس على جسر الجمرات رغم ارتفاع درجة الحرارة ظهراً، حيث كان الوضع مطمئناً من الناحيتين الصحية والأمنية، ولم تُسجل خلال موسم الحج لهذا العام وفيات بأعداد كبيرة أو حالات اختناق جراء الزحام، كما حصل في بعض المواسم السابقة وذلك بفضل الخطط التي وضعتها السلطات بـالسعودية من حيث تفويج الحجاج وتهيئة البنية التحتية. وكان الحجاج قد بدؤوا أمس الأول رمي الجمرات أول أيام التشريق بعد أن أدوا الاثنين شعيرة رمي جمرة العقبة الكبرى يوم عيد الأضحى بيسر. وقد أدت أعداد كبيرة من الحجاج طواف الإفاضة بالمسجد الحرام وعادوا للمبيت في منى ورمي الجمار خلال أيام التشريق الثلاثة. من جانب آخر، أعلن وزير الصحة السعودي الدكتور توفيق الربيعة أمس سلامة حج هذا العام وخلوه من الأمراض الوبائية مؤكداً أن جميع حجاج بيت الله الحرام يتمتعون بصحة وعافية. وأضاف الربيعة في مؤتمر صحفي عقده في مشعر منى أن الفرق الصحية بوزارة الصحة قدمت اللقاح والعلاج الوقائي لأكثر من 690 ألف حاج ضد الحمى الشوكية وشلل الأطفال مشيراً إلى أنه تم أيضاً تكثيف برامج التوعية الصحية لهذا العام في وقت مبكر والقيام بجولات ميدانية كان لها الدور الكبير في الحد من حالات ضربات الشمس والإجهاد الحراري. وذكر أن عدد الحجاج المراجعين للمستشفيات والمراكز الصحية منذ بداية قدومهم إلى المملكة حتى اليوم بلغ أكثر من 400 ألف مراجع، مشيراً إلى إجراء 306 عمليات قسطرة قلبية و27 عملية قلب مفتوح، إضافة إلى 1730 عملية غسيل كلوي فيما بلغ إجمالي المرضى المنومين الذين تم نقلهم في قافلة الصحة إلى مشعر عرفات لتمكينهم من أداء مناسك الحج 300 حالة. وأفاد أن عدد حالات الإجهاد الحراري التي استقبلتها الفرق الميدانية والمراكز الصحية والمستشفيات بلغ 329 حالة، بينما بلغ عدد حالات ضربات الشمس 86 حالة. وبدوره قدم نائب المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية للشرق الأوسط الدكتور جواد المحجور خلال المؤتمر الصحفي التهنئة إلى المملكة على نجاحها في تنظيم موسم الحج لهذا العام الذي جاء خالياً حتى الآن من أي أمراض وبائية أو مشكلات تهدد الصحة العمومية بين الحجاج خلال تأدية مناسكهم. وقال المحجور «تعرب منظمة الصحة العالمية عن تقديرها العميق لكافة العاملين الصحيين والمتطوعين الذين تمت تعبئتهم لخدمة الحجيج على ما أبدوه من تفان من جهود خارقة لتقديم خدمات الرعاية الصحية للحجاج». وأضاف «جرياً على ما اعتدناه في الأعوام الماضية فقد لبت منظمة الصحة العالمية الدعوة الكريمة من وزير الصحة السعودي، وأرسلت فريق عمل خلال موسم الحج لهذا العام يتألف من خبراء في مجالات الوبائية ومكافحة الأمراض واتصال المخاطر وانخرط فريق المنظمة في العمل لمتابعة إجراءات التأهب والاستجابة الصحية أثناء الحج». ... المزيد
مشاركة :