اعتبر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن محاولة الانقلاب الفاشلة في بلاده كانت «جزءاً من لعبة كبرى تستهدف العالم الإسلامي»، فيما نبّهت أنقرة السفير الأميركي إلى انه ليس «حاكماً لتركيا»، معتبرة انه «يشجّع الإرهاب»، إثر انتقاد السفارة عزل 28 رئيس بلدية، لاتهامهم بالانتماء إلى «حزب العمال الكردستاني» أو جماعة الداعية المعارض فتح الله غولن المُتهم بتدبير المحاولة الفاشلة. وقال أردوغان: «لولا التلاحم وقوة الإيمان لدى الشعب التركي، لكان إنقاذ الدولة التركية من محاولة الانقلاب صعباً»، مشدداً على أن هذه المحاولة «جزء من لعبة كبرى تستهدف العالم الإسلامي». وحذر من أن جماعة غولن «لا تحاول زعزعة استقرار تركيا فحسب، بل لديها نشاطات في العراق وسورية وأفغانستان ومصر وتونس وليبيا». إلى ذلك، انتقدت تركيا مجلة «در شبيغل» الألمانية، بعدما أصدرت عدداً خاصاً بعنوان «بلد يفقد حريته». وفي تقديم للعدد الخاص، كتبت المجلة: «ماذا يحدث في تركيا؟ لا يمرّ يوم من دون أنباء سيئة. الرئيس رجب طيب أردوغان يتحوّل من إصلاحي إلى طاغية». واعتبرت وزارة الخارجية التركية أن العدد هو «دليل جديد على العقلية المشوّهة والمنحازة» التي تستهدف بلداً معظم سكانه مسلمون، مشددة على أن غلاف العدد «كان استفزازياً في شكل خاص». ووصفت الوزارة سياسة النشر التي تتبعها المجلة بأنها «غير مسؤولة إطلاقاً»، ورأت فيها «المثال الأوضح والأحدث على النهج المعادي لتركيا». ودعت إلى إنهاء جهود «غير مجدية وخبيثة» لتشويه صورة تركيا. على صعيد آخر، أعلنت مصادر أمنية مقتل 16 من مسلحي «حزب العمال الكردستاني»، بغارات شنّها سلاح الجوّ التركي على إقليم هكاري جنوب شرقي البلاد. إلى ذلك، كرّرت أنقرة تنديدها ببيان أصدرته السفارة الأميركية، أعرب عن قلق لصدامات بين قوات الأمن ومتظاهرين احتجّوا على عزل رؤساء البلديات في جنوب شرقي تركيا، ودعا إلى انتخابات مبكرة لتعيين بدلاء منهم. وأكد وزير الداخلية التركي سليمان صويلو أن بيان السفارة «ليس مقبولاً، خصوصاً بالنسبة إلى بلد مستقل»، وتابع: «الطريقة التي تحدث بها تشبه التحريض، وأقلقتنا». وطلب من الإدارة الأميركية تذكير سفيرها في أنقرة بضرورة الامتناع عن التدخل في الشؤون التركية، مضيفاً: «هذا ما نتوقّعه، لأن ما حدث ليس الأسلوب الصحيح». واعتبر أن انتقادات السفارة الأميركية تعني «تشجيعاً للإرهاب»، لافتاً إلى أنها تهدد «صدقية» الولايات المتحدة تجاه بلاده. وأبلغ وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو نظيره الأميركي جون كيري، خلال اتصال هاتفي، «قلق» بلاده إزاء بيان السفارة. وذكّر بأن السفير الأميركي في أنقرة ليس «حاكماً لتركيا». وخاطب السفراء المعتمدين لدى بلاده قائلاً: «لا أحد منكم حاكم لتركيا. على سفرائكم ألا يتصرّفوا كما لو انهم حكّام لتركيا، وعليهم القيام بأعمالهم بطريقة صحيحة».
مشاركة :