كشفت ردود الأفعال الإيرانية المتشنجة، وهجومها تجاه الدكتور عادل الطريفي، وزير الثقافة والإعلام، بشأن تصريحاته حول الموقف الإيراني من الحج، وإطلاق المملكة للفضائية الناطقة بالفارسية، عن الطائفية البغيضة، والتطرف الشديد، الذي يعاني منه النظام الحاكم في إيران. وجاءت أكثر الردود طائفية وعنصرية، وفقا لموقع «مونيتور» على لسان آية الله أحمد خاتمي، عضو مجلس خبراء القيادة، الإيراني، التي زعم فيها أن المملكة تسيء للحجاج، ولا ترعاهم على الوجه الأكمل، مخالفا الحقائق على الأرض. كما لفت «مونيتور» إلى تصريحات المرشد علي خامئني، المسيئة ضد قيادة المملكة لموسم الحج، رغم جهودها الكبيرة، في خدمة ضيوف الرحمن، الذين أدوا مناسكهم في يسر وسهولة العام الحالي. وفي هذا السياق أبرزت صحيفة نيوزويك الأمريكية، تأكيدات خادم الحرمين خلال لقائه رؤساء بعثات الحج في منى، أمس الأول، والتي أكد فيها رفض المملكة مجددا، لأي محاولات لتحويل الحج لهدف سياسي، وخلاف طائفي، واصفا هذا الأمر بالطاعون الذي ينبغي التصدي له. وأبرزت صحيفة نيويورك ديلي، الموقف السعودي المتطور الذي كسر مقاطعة إيران للحج، عبر بث شعائره للناطقين باللغة الفارسية، وتطرقت إلى تصريحات وزير الثقافة والإعلام، التي أشار فيها إلى محاولات إيران إفساد مواسم الحج، لافتة إلى أن إطلاق قناة الحج باللغة الفارسية؛ جاء ردا على موقف إيران التى منعت حجاجها من أداء الفريضة، وإيصال رسالة الحج، وجوهر الإسلام للفارسيين، في كل مكان بالعالم. ووفقا لوزير الاعلام الطريفى فإن القناة تستهدف 100 مليون شخص يتحدثون اللغة الفارسية في 6 دول، كما وصل إرسالها عبر الراديو، إلى إيران وأفغانستان والعراق، وتمكن الحجاج من الاطلاع على رسالتها عبر تطبيقات الجوال، والإنترنت. ومن جهتهم أشاد أكاديميون وسياسيون مصريون، بالخطوة التي أقدمت عليها المملكة، عبر إطلاقها قناة فضائية باللغة الفارسية، في الحج، مشيرين إلى أنها تمثل تحركا مهما، في سبيل تعريف الآخر بدور المملكة، والخدمات التي تقدمها للإسلام، كما أنها تعد نافذة مهمة؛ لإيصال الإسلام الحقيقي، الوسطي، المعتدل، إلى أصحاب الثقافات غير العربية، وبداية لعهد جديد من التواصل والحوار معهم. خطوة مناسبة لوأد الفتن وقال الدكتور محمد نورالدين عبدالمنعم، أستاذ اللغة الفارسية وآدابها بجامعة الأزهر، إن خطوة المملكة بإنشاء قناة فضائية لمخاطبة الناطقين باللغة الفارسية في الحج، في جميع أنحاء العالم، تأتي في وقت مناسب، لمواجهة الفتن التي تتعرض لها الأمة، وإيضاح الجانب الخفي على غير الناطقين بالعربية، من جهود المملكة، والدول الإسلامية من ورائها، في سبيل نصرة الدين، ورفعته. وأشار إلى أن اللغة الفارسية، تعد من اللغات المنتشرة في أنحاء العالم؛ لذا يخطئ من يظن أن المواد الإعلامية التي ستبثها القناة ستكون موجهة لفئة بعينها، لافتا إلى أن إطلاق هذه الفضائية، يجب أن يتبعه بث برامج، ومواد علمية، تبعد بعدًا تامًا عن الوقوع في المشاحنات، والمساجلات السياسية البغيضة، مشددًا على أهمية أن تعمل هذه القناة بكل جهد ممكن على تفنيد الفكر المناوئ، الذي تروج له بعض الأنظمة المعادية للمسلمين. ولفت إلى أن الناطقين بها في العالم، يتوقون إلى الاستماع لخطاب مختلف من الطرف الآخر، بوصفه الأقدر على ذلك؛ في ظل إتقان هذا الطرف للغة التي نزل بها القرآن. دبلوماسية نشطة ومبادرة متفوقة من جانبه أشاد الدكتور مختار مرزوق أستاذ التفسير، وعلوم الدعوة بجامعة الأزهر، بإطلاق المملكة للفضائية الناطقة بالفارسية؛ لما تمثله من إثراء لعالم السماوات المفتوحة، وما تدل عليه من حالة الدبلوماسية النشطة، والمبادرة التي تنتهجها المملكة، منذ تولي خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، زمام الأمور. وأضاف أن هذه الخطوة، رغم أنها تأخرت بعض الشيء، فإنها تمثل تحولا كبيرًا، يمكنه أن يعيد الأمور لنصابها، ثقافيًا، وفكريًا؛ خاصة إذا اتخذت هذه القناة الاتجاه الأمثل، وهو تفنيد الأفكار، والرد عليها، وعدم الوقوع في فخ المجادلة السياسية التافهة. وطالب بأن تضع القناة مرجعية أساسية واضحة لها، تعتمد على العلم الصحيح، وتتخذ من منهج المملكة الأثير لدى مسلمي العالم، نبراسًا هاديًا، تسير على دربه؛ حتى لا تقع في فخ المهاترات التي ستحاول إيران بكل قوة، دفع القناة الجديدة إليها، لإفراغ الأمر من مضمونه. رسالة سلام تجاه الآخر بدوره أكد الباحث في الشؤون الإيرانية، حامد محمود، أن إطلاق فضائية ناطقة بالفارسية، يعد خطوة في الاتجاه الصحيح ورسالة سلام تجاه الآخر، قائلا: «من الأمور التي غابت عن أذهاننا لفترة من الزمن، هو عرض وجهة النظر العربية، باللغة الفارسية؛ حتى يفهم أهل هذه اللغة مراد العرب منهم، وأننا لا نرجو لهم سوى الخير». وأضاف أن إقدام المملكة على هذه الخطوة يمثل تصحيحًا لخطأ عشناه فترة طويلة من الزمن، وهو عدم الاهتمام بمخاطبة غير الناطقين بالعربية، بلغاتهم؛ بما في ذلك من فوائد جمة، أهمها إطلاع هؤلاء على الأهداف، والاستراتيجيات العربية، التي تعمل على الجمع، وليس التفرقة، وعلى درء الفتن، وليس إطلاقها وتذكيتها، وعلى مد اليد بالسلام، للثقافات الأخرى، والحوار معها، وليس الصدام. واختتم حامد بالتأكيد على أن إطلاق هذه القناة، سيكون بداية لصفحة جديدة تفتحها الدول العربية الإسلامية، بقيادة المملكة مع الناطقين بالفارسية، في كل أرجاء الكرة الأرضية. أبرز تصريحات وزير الإعلام عن القناة الفارسية: إطلاق قناة الحج باللغة الفارسية غير موجه إلى محاربة أحد أو لمهاجمة أحد القناة تهدف الى نقل وقائع هذه الشعيرة كما هي على الأرض باللغة الفارسية استطعنا إيصال وجهة النظر بأنه ليست لدينا مشكلة مع الحاج الإيراني حكومة خادم الحرمين الشريفين ترحب بالحاج الإيراني أينما كان. كانت الفتوى والمنع من خامنئي نفسه والحرس الثوري داخل إيران، وهم لا يشكلون المجتمع الإيراني، بل جزء منه هناك فتاوى من مراجع دينية شيعية أخرى أفتت بالحج وبضرورة القيام بهذه الشعيرة المهمة من شعائر الإسلام. وزارة الإعلام تعمل حاليًا على إنشاء مركز عالمي للمشاعر المقدسة، ليكون البوابة الرئيسة للعام المقبل، لمضاعفة أعداد الصحافيين الأجانب القادمين من خارج المملكة. موقع ألف وتحت عنوان: «مساعٍ مستميتة لوزير سعودي للإساءة إلى سمعة إيران»، قال موقع «ألف» نفس الاتهامات، وأشار إلى أن وزير الثقافة السعودي قال خلال حواره مع «سكاي نيوز»، إن موسم الحج فرصة لإيران لضرب الثقة في الإسلام والحج والسعودية، لكن القوات الأمنية استطاعت الحفاظ على أرواح الحجاج. أبرز التصريحات الإيرانية وكالة فارس قالت وكالة «فارس» الإيرانية، إن «وزير الثقافة السعودي يتهم إيران بالسعي لتخريب الإسلام والحج»، مشيرة إلى تصريحات «الطريفي» مع صحيفة «القبس»، موضحة أن الوزير قال إن بلاده عبر قواتها الأمنية أفسدت مشروع إيران لتخريب مراسم الحج. بارس نيوز ونقل موقع «بارس نيوز» نفس مضمون الاتهامات ضد الوزير «الطريفي»، تحت عنوان: «اتهام وزير سعودي لإيران»، وأشار إلى تصريحات «الطريفي» لصحيفة «القبس»، وبنفس الكلمات والاتهامات، وقالت وكالة «فارس»: «الطريفي صاحب الـ 37 عامًا من الداعمين لـ»مجاهدي خلق» والمطالبين بتقسيم إيران!».
مشاركة :