عاش المنتخب البرتغالي أوج تألقه خلال هذا الصيف حين فاز على فرنسا مستضيفة نهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016 خلال النهائي الذي أقيم بملعب ستاد دو فرانس. وعلى إثر التتويج بالكأس القارية، احتفل الملايين من البرتغاليين بهذا الإنجاز ولم يشكل لويس نيتو الاستثناء، بل انتشى هو كذلك بهذه الفرحة العارمة. وقد التقطت كاميرا أحدهم مدافع نادي زينيت، الذي يبلغ من العمر 28 سنة، وهو يقفز من شدة الفرح أمام شاشة التلفزيون خلال معسكر تدريب فريقه بسويسرا. ولم يكن نيتو حاضراً ضمن تشكيل فيرناندو سانتوس الذي خاض النهائي القاري، إلا أنه كان موجوداً خلال مرحلة التصفيات؛ ولهذا كان له ارتباط شخصي بهذا التتويج الذي أهّل البرتغال أيضاً لكأس القارات FIFA التي ستنظم الصيف القادم بروسيا. وبهذا الخصوص، شرح هذا المدافع الأوسط لموقع FIFA.com قائلاً "كنت سعيداً حين فازت البرتغال بالكأس. كانت الأحاسيس لتكون أقوى من ذلك لو أني كنت ضمن الفريق، إلا أنني مع ذلك فخور بمنتخب بلادي. كانت البلاد كلها تعيش في كنف فرحة عارمة وهو ما عشته بدوري. لم أتلق دعوة المشاركة هذه المرة، إلا أن هذا الأمر قوىّ من عزيمتي على العمل من أجل ضمان مكاني في المنتخب مستقبلاً". وكان زملاء نيتو في زينيت قد التقطوا عبر الكاميرا ردة فعله إثر هدف الفوز الذي سجله إيدير في النهائي. وانتشر هذا الشريط على نطاق واسع؛ إلا أن هذا اللاعب الصلب لا يحمل أية أحقاد تجاه من قام بهذا العمل. وفي هذا السياق، قال "لم أكن أعلم أنهم يصورونني؛ فتلك الأحاسيس كانت تلقائية وخالصة. إن الأمر يتعلق بنهائي كأس الأمم الأوروبية، وكنا قد سجلنا للتو هدفاً لا يصدق؛ فكيف يا ترى كانت ستكون ردة فعلي؟ كنت أشجع بلدي الأم". وأضاف قائلاً "تأهلت البرتغال إلى النهائي لأن الفريق كان متراص الصفوف؛ فاللاعبون البدلاء حظوا بفرصة اللعب في اليورو بسبب إصابة وتوقيف بعض الزملاء. الجميع ساهم في هذا النجاح كجبهة متحدة ومُوّحدة. إننا نملك فريقاً رائعاً للسنوات القادمة، إلا أن الحظ لم يكن بجانبنا في الماضي؛ أما اليوم فقد قطفنا الثمار". وكان المنتخب البرتغالي قد تعرض للانتقادات خلال البطولة القارية بسبب أسلوب لعبه الدفاعي الصرف الذي تنقصه الإثارة؛ غير أن لنيتو بعض التحفظ بخصوص هذه المسألة. وفي هذا المقام، شرح قائلاً "المنتخبات القوية تدافع بشكل متقدم، لتسهّل المأمورية على لاعبي الخط الخلفي. ما الذي تعنيه بكرة قدم مثيرة؟ لعل أسلوب اللعب الأفضل هو ذاك الذي يقود إلى الفوز. في ظرف عشر سنوات من سيتذكر إن كانت البرتغال قد نهجت أسلوب لعب جذاب ومثير في كأس الأمم الأوروبية بفرنسا. أعتقد أن المنتخب تبنى أسلوب لعب كان ضرورياً من أجل تحقيق الفوز". التتويج رفقة البرتغال في بطرسبرج على غرار البلدان الأوروبية الأخرى، بدأت البرتغال التصفيات المؤهلة لكأس العالم روسيا 2018 FIFA؛ إلا أنها ستشارك أيضاً بصفتها بطلة القارة العجوز ضمن كأس القارات التي ستقام الصيف القادم. وبهذا الخصوص، اعترف نجم زينيت قائلاً "أريد اللعب لسببين؛ أولاً لأن هدفي أن ألعب أكبر عدد من المباريات بقميص بلدي إلى حدود الآن خاض نيتو 11 مباراة دولية-. ثانياً، لأن البطولة ستقام في روسيا، التي أصبحت بلدي الثاني". وأضاف "لم أذهب قط إلى سوشي؛ لعبت في موسكو وكازان، لكن لا يمكنني القول أني أعرف هاتين المدينتين جيداً. غير أن سانت بطرسبرج لها رونق خاص؛ سيكون الأمر رائعاً إن لعبت هناك رفقة البرتغال، رغم أن عادة أعيش اللحظة ولا أفكر في ما سيأتي. سيكون مستوى البطولة عال جداً؛ فالمنتخبات قوية، لذلك ستكون المسابقة مثيرة للاهتمام". وبخصوص حظوظ أبناء بلده، قال "أؤكد لك أن البرتغال ستخوض كأس القارات بجدية. سنحاول الفوز بها وتقديم أداء كروي جيد، لأنها جزء من الاستعداد لكأس العالم روسيا 2018. منذ 2000، لم تخلف البرتغال الموعد مع كأس العالم أو اليورو. ولا ننوي أن نزيغ عن هذا المسار. ستكون كأس العالم في روسيا مهمة بالنسبة لنا لأننا نحاول أن نتأهل لكوننا أبطال أوروبا الحاليون، وهي مسؤولية جسيمة على عاتقنا. علينا أن نحافظ على صورتنا". ويبدو أن أبناء فيرناندو سانتوس أدركوا صعوبة اللعب وهم في ثوب البطل، خاصة وأنهم تلقوا الهزيمة خلال مباراتهم الأولى ضمن تصفيات كأس العالم أمام مضيفهم السويسري بهدفين نظيفين. ولا يتحمل نيتو أي لوم على الإطلاق في هذه الهزيمة، علماً أنه تابع مجريات اللقاء من على كرسي البدلاء. ورغم أن المدير الفني للمنتخب البرتغالي ارتأى ألا يُشرك نيتو في هذه المباراة، إلا أن الأخير يُحسّن مستواه بشكل ممتاز بين صفوف نادي زينيت. في وقت سابق، كان هذا اللاعب يعيش لحظات صعبة في هذا الفريق، إلا أنه تجاوز هذه الصعاب. ولعل خير دليل على ذلك اختياره مؤخراً كأفضل لاعب في الشهر. وفي هذا السياق، قال "واجهتني صعوبات في التأقلم مع الأجواء؛ إلا أنني تعوّدت على المدينة والبلد والنادي. كنت لا أزال شاباً حين قدمت إلى هنا. الآن قضيت ثلاث سنوات ونصف السنة وهو وقت طويل. الأمور مختلفة اليوم. أعرف الدوري الروسي، كما أن الأجواء رائعة داخل زينيت خلال السنتين الأخيرتين. لذلك كان قراراً سهلاً أن أبقى لوقت أطول". وبعد هذه المدة والتجربة الطويلة يمكن القول ودون إحراج أن لويس صار مواطناً حقيقياً ينتمي لمدينة سانت بيطرسبج؛ فقد أصبح يتقن الروسية بشكل أفضل، رغم أنه يخجل من الحديث عن ذلك. ويعرف لويس المدينة جداً وقد يدلّك على أنحاء عديدة منها. وختم نيتو حديثه قائلاً "لم أزر جميع الأمكنة، إلا أنني رحت إلى متحف الإرميتاج. أعتقد أن هذا يكفي إلى حدود الآن؛ إلا أن المدينة لا تتوقف عن إبهاري. ذهبت إلى بيتيرهوف لأول مرة هذا الصيف وأصابتني الدهشة هناك. المدينة رائعة بقصورها وحديقتها ونافورتاها. إنها مشاهد تخلب حين يكون الطقس جميلاً. أنصح الجميع بزيارة سانت بطرسبرج، وقضاء يوم ببيتيرهوف.
مشاركة :