قال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، إن من العبث أن يخطر في بال أحد -وخصوصًا المنتسبين لمؤسسة الأزهر- أن المملكة العربية السعودية حامية الحرمين بعيدة عن أهل السنة والجماعة، متسائلا: إذا لم تكن السعودية من أهل السنة والجماعة فمن من السنة والجماعة؟! وفي ردٍّ منه على ما أثارته توصيات ما سمي بمؤتمر من هم أهل السنة؟ الذي عُقد مؤخرًا في الشيشان، بمشاركة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والتي استبعدت المملكة من أهل السنة والجماعة، قال شومان إن السعودية دولة إسلامية مهمة جدًّا، وفي قلب أهل السنة والجماعة، وإذا صدرت أي توصيات من أي أحد تخالف ذلك فالعيب عليها، وليس الأزهر، ولا تضير هذه التوصيات المملكة، ولا تحسب على الأزهر، مؤكدًا أن علماء المملكة يتفهمون هذا وبعض المستغلين هم من يحاولون استغلال الأمور، وهذا ليس في صالح الأمة. وحاول شومان في حواره مع موقع اليوم السابع، الخميس (15 سبتمبر 2016)، تبرير مشاركة شيخ الأزهر في المؤتمر قائلا: إن ما حدث في مؤتمر الشيشان هو أن الأزهر لم يذهب كمشارك في المؤتمرات وهو يذهب لزيارة دول، والدول غالبًا تستغل الزيارة لتكون هناك كلمة لشيخ الأزهر لتكون إضافة إلى الفعالية المنظمة في الدولة، وشيخ الأزهر لم يذهب ليشارك في المؤتمر وإنما ذهب لزيارة دولة الشيشان بدعوة من رئيس جمهوريتها، والزيارة رتبت من قبل الشيشان بأن تكون مع أعمال المؤتمر، وكان من المقرر أن يُلقي شيخ الأزهر كلمة، سواء في مؤتمر أو غيره، فكان التنسيق أن تكون الكلمة في افتتاحية المؤتمر، والإمام الأكبر ألقى كلمة واضحة ومهمة. وشدد شومان على أن شيخ الأزهر لم يحضر سوى الجلسة الافتتاحية، وبعدها استمرت أعمال المؤتمر وغادر شيخ الأزهر والوفد المرافق له وعاد لمصر، وانتقادات توصيات المؤتمر لا توجه للأزهر، وما يوجه للأزهر من انتقاد ينصب على كلمة شيخ الأزهر، وأؤكد أن الكلمة أنصفت الجميع وكانت واضحة، ومع ذلك حرصًا من الأزهر على ظهور موقفه ومنع الأمور من التفاقم تواصلت المشيخة مع المنظمين للمؤتمر، وطلبت منهم إعادة صياغة البيان النهائي بما يتلافى هذه الملاحظات التي أُخذت عليه، وقد استجاب منظمو المؤتمر وحصل تعديل للتوصيات الصادرة عن المؤتمر. وأثار مؤتمر من هم أهل السنة؟ الذي عُقد في الشيشان، تحت رعاية الرئيس الشيشاني، رمضان قديروف، ردود أفعال غاضبة في العالم الإسلامي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة في المملكة، حين استثنى القائمون على المؤتمر دعوة هيئة كبار العلماء في السعودية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المؤسسات الدينية، خصوصًا أنه زعم تحديد هوية أهل السنة والجماعة. وفي رد فعل منها أصدرت هيئة كبار العلماء بالمملكة بيانًا حذرت فيه من الدعوات التي تهدف إلى إثارة النعرات وإذكاء العصبية بين الفرق الإسلامية، مؤكدة أن كل ما أوجب فتنة أو أورث فرقة فليس من الدين في شيء، وليس من نهج النبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقد خلص المؤتمر إلى نتائج من أبرزها أن أهل السنة والجماعة هم الأشاعرة والماتريدية في الاعتقاد، ومنهم أهل الحديث المفوضة في الاعتقاد، وأهل المذاهب الأربعة الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة في الفقه، وأهل التصوف الصافي علمًا وأخلاقًا وتزكية على طريقة سيد الطائفة الإمام الجنيد ومن سار على نهجه من أئمة الهدى. ويقول المتابعون للشأن الإسلامي إن مكة المكرمة أو الرياض أو القاهرة أو أبوظبي وتونس وعمان، وغيرها من العواصم، كانت هي الأولى بعقد هذا المؤتمر، فالذين يتقاتلون مذهبيًّا ودينيًّا ليسوا في روسيا ولا في أوروبا، إنهم في عالمنا العربي الجريح.
مشاركة :