قد يخطر على بال بعضهم أن الفيتامين سي ضروري فقط في فصل البرد لمواجهة الأمراض الميكروبية التي تنتشر في هذا الفصل، وبالطبع فإن هذا التفكير غير صحيح بالمرة. إن الجسم يحتاج الى الفيتامين سي كل يوم وفي كل الفصول، لأنه مهم جداً للبشرة والجلد والعظام والأنسجة الرابطة وجهاز المناعة. وهو ضروري لصنع مادة الكولاجين التي تسرّع اندمال الجروح. ويعتبر الفيتامين سي من أهم مضادات الأكسدة التي يحتاجها الجسم لحماية ترسانته الخلوية من الآثار المدمرة للشوارد الكيماوية الحرة التي تقف وراء أمراض كثيرة، خصوصاً التي ترتبط بالتقدم في السن، مثل إعتام عدسة العين، والسرطان، وداء الزهايمر، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الجهاز الحركي. إذا صدف وعانيت من النزف في اللثة، ومن عوارض فقر الدم، ومن اضطرابات على صعيد النوم، ومن تدهور على صعيد الشهية على الطعام، فعليك أن تفكر في إمكان معاناتك من نقص في الفيتامين سي. ويعتبر الفيتامين سي أساسياً لامتصاص عنصر الحديد الموجود في عالم الخضروات والفواكه، لأن الحديد الموجود فيها هو من النوع الذي يصعب امتصاصه من قبل الأمعاء في حال غياب الفيتامين المذكور، لأن وجوده مهم كونه يعمل على تحويل الحديد من معدن صعب الامتصاص الى معدن يسهل امتصاصه من قبل الأمعاء. لا يزال هناك نقاش ضمن المجتمع العلمي حول أفضل الجرعات اليومية التي يحتاجها الجسم من الفيتامين سي من أجل الحفاظ على الصحة المثلى عند البشر، لكن هناك شبه اتفاق عالمي على أن النظام الغذائي المتوازن من دون مكملات يحتوي على ما يكفي الشخص يومياً من الفيتامين سي. في شكل عام، تقدر الحاجة اليومية الوسطية من الفيتامين سي 75 ميلليغراماً، ويكفي أن يتناول الشخص نصف ليمونة أو نصف برتقالة لإمداده بما يلزمه.