«مرتزقة الحروب»..تدريب وتسليح وتمويل إيراني

  • 9/16/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

عندما استخدم الرئيس الليبي السابق معمر القذافي المرتزقة الأفارقة خلال الثورة الليبية في عمليات القتال، واقتحام البيوت، وممارسة شتى أنواع القتل بحق المدنيين، لم يدرك أحد أن قادة الحرس الإيراني سينتهجون ذات السياسة لدعم نظام بشار وإسناد المخلوع صالح وأعوانه الحوثيين لاحقا في استئجار مثل هؤلاء المرتزقة في الحرب الدائرة في سورية واليمن. عندما ابتدع القذافي فكرة استئجار المرتزقة الأفارقة لدعم نظام حكمه ومنعه من السقوط، لجأ لمثل هذا الخيار لأنه عكس فعليا مدى النقص الكبير الذي يعاني منه في جيشه الموالي له لكن هذه الفكرة لم تنجح، ولم تعمر طويلا بسبب طبيعة هؤلاء المرتزقة الذين جاءوا للحصول على الأموال مقابل ممارسة القتل، وتعذيب المواطنين، وتوسيع رقعة الفوضى، والإرهاب. استئجار المرتزقة الأفارقة من قبل الحوثيين، والمخلوع صالح بدعم وبغطاء إيراني يشير إلى نقص حاد في مقاتليهم يهدد بانهيار وشيك للخطة الإيرانية المعدة لليمن، الأمر الذي يضع الكثير من علامات الاستفهام وينسف الادعاءات التي تقول عن أن الحوثيين وأعوانهم في حالة تقدم بمعركة اليمن. ويبدو أن استئجار المرتزقة الأفارقة للقتال إلى جانب الحوثيين -وهي الخطة الإيرانية الجديدة في إدارة المعركة- تكشف أن الذراع الإيرانية المتمثلة بالحوثيين والمخلوع صالح في أضعف حالاتهم وباتوا يقتربون من الهزيمة الشاملة على يد رجال المقاومة الشعبية اليمنية وقوات التحالف. وبات واضحا لجوء المخلوع صالح والحوثي للصومال وإثيوبيا، إذ أخذ الحرس الثوري هناك موطئ قدم له لتجنيد المرتزقة بدعم لوجيستي من طهران حيث قامت بتنظيم عمليات نقل هؤلاء المرتزقة إلى اليمن وتسليحهم وتوزيعهم على محافظات عدة استراتيجية بالنسبة للخطة الإيرانية. لعبة إيران في المنطقة باتت واضحة المعالم وتعد طريقة استئجار المرتزقة ليست بالجديدة على الحرس الثوري الإيراني، حيث يعتمد على نشر الميليشيات الطائفية المسلحة لأداء مهام بعينها بعد تدريبهم، ويقوم الحرس الثوري نفسه بمهام متنقلة في دول عدة وبؤر ساخنة بعينها، وبعض عناصره موجودة باليمن. تأتي خطة حشد المرتزقة الأفارقة بعد هزائم على نطاق واسع مُني بها الحوثيون وقوات المخلوع صالح، الأمر الذي سيقود إلى جرائم سيرتكبها الأفارقة المرتزقة بحق المدنيين بطلب ممن يستأجرهم، كما حاول القذافي أن يفعل في بداية الثورة التي واجهته، كما سيسعى الحرس الثوري الإيراني للدفع لتطبيق السياسة التي انتهجها الحشد الشعبي في العراق ضد المسلمين السنة.

مشاركة :