إعداد: عبير حسين لا يتوقف خيال الفنانين عن الابتكار، كما عن البحث عن المواد التي يمكن تحويلها إلى أعمال جمالية تجذب شريحة كبرى من الجمهور غير المعتاد زيارة قاعات المتاحف والمعارض الفنية. وفي هذا الإطار يأتي ابتكار الفنان الكوري الجنوبي يونغ هوجي yong hoji منحوتات ضخمة، لعدد من شخصيات عالم الخيال العلمي والسينمائي، وكذلك لحيوانات عدة منقرضة مثل: الديناصورات وأنواع أخرى من الثدييات العملاقة، كل ذلك كانت مادته هي إطارات السيارات المستهلكة. صنع يونغ أولى منحوتاته عام 2007، بهدف لفت انتباه العالم إلى أهمية إعادة تدوير النفايات، للحفاظ على كوكب الأرض من معدلات التلوث المتزايدة، وكانت منحوتاته عبارة عن مخلوقات خيالية أو حيوانات مفترسة، في إشارة إلى ما تمثله النفايات من مخاطر على الصحة العامة. إلا أن النجاح الكبير الذي حققته أعماله، دفعه إلى إقامة معارض عدة في العاصمة سيؤول، ثم انتقل بعدها إلى عرضها في مدن عالمية عدة، لكن منحوتات يونغ تطورت كثيراً فيما بعد، لجهة الموضوعات والأفكار التي تقدمها، ومن أهمها منحوتة لتمثال أبو الهول المصري الشهير. لا تقتصر صعوبة عمل يونغ على تطويع مواد قاسية مثل الإطارات، بل تكمن الصعوبة الأكبر في نحت تفاصيل دقيقة تحتاج إلى تسخين المطاط إلى درجة حرارة معينة تتسبب بانبعاث دخان وغازات تشبه الناتج عن حرقها في الأحوال العادية، ما يضاعف المخاطر التي يتعرض إليها الفنان باستنشاق تلك الغازات السامة، إضافة إلى الحاجة إلى التعامل بدقة كبيرة مع المطاط الساخن، وسرعة تشكيله على النحو الذي يرغب فيه، وسط أجواء من الدخان تؤثر في رؤيته.